[وصية الإمام # للرجال]
  السياسةِ إنْ كانوا آمرين، ومُنَابَذَةِ الظلمةِ عموماً(١)، والفرقةِ المرتدةِ الغويةِ، المسماةِ بالمُطَرَّفيَّة(٢) خصوصاً، ورعايةِ حَقِّ
(١) قال تعالى: {وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ}[هود: ١١٣]، قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في الثواقب الصائبة لكواذب الناصبة: فإن الوعيد فيها مصرحٌ على الطغيان، الصادق بأدنى تجاوز لما أُمِروا به وعصيان، وبإمساس النار على الركون، وهو الميل اليسير إلى من صدر منه الظلم دع عنك الظالم نفسه، ثم عَقَّبَ على دخول النار أنه ليس لهم من دون الله أولياء، وأنهم لا ينصرون، وهو يقتضي الخلود في العذاب، وانقطاع الأسباب، فهل يبقى بعد ذلك شك وارتياب، فنسأل الله تعالى العصمة والسلامة، وحسن المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل، انتهى. وفي الأحكام [ط ١، ج ٢، ص ٥٣٨] قال الإمام الأعظم الهادي إلى الحق الأقوم #: «بلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: «من جبا درهماً لإمام جائر كبَّه الله في النار على منخريه»، وفي ذلك ما يقال: إن المعين للظالم كالمعين لفرعون على موسى، وفي ذلك ما بلغنا عن أبي جعفر محمد بن علي - رحمة الله عليه - أنه كان يروي ويقول: إذا كان يوم القيامة جعل سرادق من نار، وجعل فيها أعوان الظالمين، ويجعل لهم أظافير من حديد يحكّون بها أبدانهم حتى تبدو أفئدتهم، فيقولون: ربنا ألم نكن نعبدك؟! فيقال: بلى، ولكنكم كنتم أعواناً للظالمين. وفي ذلك ما بلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: «من سَوَّدَ علينا فقد شرَّك في دمائنا» إلخ البحث.
(٢) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #: المُطَرَّفيَّةُ هم أتباع مطرف بن شهاب، ومن مذهبه: إنكارُ صنع الصانع الحكيم، والشرائع السماوية المطهرة، ونسبة كل ما في الوجود من خلق الله تعالى إلى الطبيعة، كما دعا إلى الإباحية المطلقة، وقد غرّر بهذا بالكثير من الرُّعَاع والمراهقين، فاتبعوه على جهل، وخرجوا من الملة الإسلامية المطهرة اتباعاً لشهواتهم، وإرضاءً =