رسالة الثبات فيما على البنين والبنات،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[وصية الإمام # للرجال]

صفحة 71 - الجزء 1

  الجار⁣(⁣١) وابنِ العمِّ والصَّاحبِ، ولم نَذْكُرْ لهمُ الأَخَ لأَنَّا استعظمنا أنْ يَجفوَ الأَخُ أَخَاهُ⁣(⁣٢)، وأنْ نَحضَّ على هذه الأَشرافَ والرؤساءَ، وعَلمنا مِنْ نفوسِنَا أَنَّا كُنَّا لإخوانِنَا وهم لنا بحيثُ لا سبيلَ إلى


= لنزعاتهم الشريرة، ومقالاتهم معلومة في كتب الإسلام، وقد جاهدهم على كفرهم وعنادهم وجحودهم - الأئمة الهداة، والأنصار الأباةُ، ومنهم: الإمام الناصر للدين أبو الفتح الديلمي، وله فيهم: «الرسالة المُبهِجَةُ في الرد على الفرقة المُتَلَجْلِجة» والإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان من قبله ... إلى آخره كلامه #، وقد أوضح # قبل هذا جهاد الإمام المنصور بالله # لهم.

(١) روى الإمام الهادي # في الأحكام [ط ١/ج ٢/ص ٥٢٩] عن الحسن بن علي @ أنه قال: قال رسول الله ÷: «ما آمن بالله فقالوا: مَنْ يا رسول الله؟ فقال: من باتَ شبعاناً وجارُهُ جائع، وهو يشعر»، وروى # عنه ÷ أنه قال: «البِرُّ، وحُسْنُ الخُلُق، والجوار: زيادة في الرِّزق، وعمارة للديار»، وروى # أيضاً بإسناده عنه ÷ أنه قال: «ما يؤمنُ، قيل: من يا رسول الله؟ قال: رجل لا يأمن جارُهُ بوائقه»، وروى # بإسناده إلى الحسن قال: قال رسول الله ÷: «ما آمن، قيل من يا رسول الله؟ قال: من لم يأمن جارُهُ غشمَهُ وظلمَهُ»، وروى القرشي ¦ في شمس الأخبار [٢/ ١٧٥] نقلاً عن الأمالي الخميسية، واللفظ له، ومن العامة ما رواه أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم والأربعة أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه عنه ÷ أنه قال: «لم يزل جبريلُ يوصني بالجار حتى ظننت أنه سَيُوَرِّثه من جاره»، وروى أحمد والبيهقي عن عائشة: «صلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار يَعْمُرْنَ الديار، ويَزِدْنَ في الأعمار»، وحسنه السيوطي في الجامع الصغير [٢/ ٣٠٩]، وهو في شمس الأخبار [١/ ٤٩٢].

(٢) وكما قال طَرَفَةُ بنُ العبد في معلقته المشهورة:

وظلمُ ذوي القربى أشَدُّ مضاضةً ... على المرء من وقع الحسام المُهَندّ