[وصية الإمام # للرجال]
  الجار(١) وابنِ العمِّ والصَّاحبِ، ولم نَذْكُرْ لهمُ الأَخَ لأَنَّا استعظمنا أنْ يَجفوَ الأَخُ أَخَاهُ(٢)، وأنْ نَحضَّ على هذه الأَشرافَ والرؤساءَ، وعَلمنا مِنْ نفوسِنَا أَنَّا كُنَّا لإخوانِنَا وهم لنا بحيثُ لا سبيلَ إلى
= لنزعاتهم الشريرة، ومقالاتهم معلومة في كتب الإسلام، وقد جاهدهم على كفرهم وعنادهم وجحودهم - الأئمة الهداة، والأنصار الأباةُ، ومنهم: الإمام الناصر للدين أبو الفتح الديلمي، وله فيهم: «الرسالة المُبهِجَةُ في الرد على الفرقة المُتَلَجْلِجة» والإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان من قبله ... إلى آخره كلامه #، وقد أوضح # قبل هذا جهاد الإمام المنصور بالله # لهم.
(١) روى الإمام الهادي # في الأحكام [ط ١/ج ٢/ص ٥٢٩] عن الحسن بن علي @ أنه قال: قال رسول الله ÷: «ما آمن بالله فقالوا: مَنْ يا رسول الله؟ فقال: من باتَ شبعاناً وجارُهُ جائع، وهو يشعر»، وروى # عنه ÷ أنه قال: «البِرُّ، وحُسْنُ الخُلُق، والجوار: زيادة في الرِّزق، وعمارة للديار»، وروى # أيضاً بإسناده عنه ÷ أنه قال: «ما يؤمنُ، قيل: من يا رسول الله؟ قال: رجل لا يأمن جارُهُ بوائقه»، وروى # بإسناده إلى الحسن قال: قال رسول الله ÷: «ما آمن، قيل من يا رسول الله؟ قال: من لم يأمن جارُهُ غشمَهُ وظلمَهُ»، وروى القرشي ¦ في شمس الأخبار [٢/ ١٧٥] نقلاً عن الأمالي الخميسية، واللفظ له، ومن العامة ما رواه أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم والأربعة أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه عنه ÷ أنه قال: «لم يزل جبريلُ يوصني بالجار حتى ظننت أنه سَيُوَرِّثه من جاره»، وروى أحمد والبيهقي عن عائشة: «صلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار يَعْمُرْنَ الديار، ويَزِدْنَ في الأعمار»، وحسنه السيوطي في الجامع الصغير [٢/ ٣٠٩]، وهو في شمس الأخبار [١/ ٤٩٢].
(٢) وكما قال طَرَفَةُ بنُ العبد في معلقته المشهورة:
وظلمُ ذوي القربى أشَدُّ مضاضةً ... على المرء من وقع الحسام المُهَندّ