[وصية الإمام # للبنات]
  مجالٍ يتسعُ في ذِكْرِ البِّرِ والنَّصَفَةِ بيننا لوقوعِ ذلك إلى حَدٍّ لا مزيدَ عليه، ولا معنى لسؤالِ مَنْ نسألُهُ ونرجو أنهم كذلك إنْ شاءَ الله تعالى، وأفضل. فإذا تقررتْ هذه الجملةُ رجعنا إلى ما كُنَّا نحنُ بصددهِ مِنْ ذِكْرِ البناتِ وما يَلزمُ لهنَّ مِنَ الوصايا.
[وصية الإمام # للبنات]
  فأول ما نأمرهن به تقوى الله تعالى في السِّرِ والعلانيةِ(١)، والقيامَ بفرائضِهِ من الوضوءِ والصلاةِ والصيامِ والحجِ إنْ استطعْنَ إليه سبيلاً(٢)،
(١) قال تعالى: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ١٩٧}[البقرة]، وقال عز اسمه: {وَٱتَّقِينَ ٱللَّهَۚ}[الأحزاب: ٥٥].
(٢) روى الإمام المؤيد بالله # في شرح التجريد [٢/ ١٦١]، والإمام أبو طالب # في الأمالي [١٦٥]، واللفظ له، والإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية [١/ ٣١]، والإمام أحمد بن سليمان @ في أصول الأحكام، وأحمد في مسنده، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي عن ابن عمر عنه ÷ قال: «بني الإسلام على خمس: توحيد الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، والحج»، وروى الإمام أبو طالب # في الأمالي [١٦٤] عن ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «خمس لا يقبل الله منهن شيئاً دون شيء، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمد عبده ورسوله، والإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والجنة والنار، والحياة بعد الموت، هذه واحدة، والصلوات الخمس عمود الإسلام، لا يقبل الله الإيمان إلا بالصلاة، والزكاة طهور من الذنوب لا يقبل الله الإيمان ولا الصلاة إلا بالزكاة، فمن فعل هذه ثم جاء رمضان، وترك صيامه متعمداً لم يقبل الله منه الإيمان، ولا الصلاة، ولا الزكاة، ومن فعل هؤلاء الأربع وتيسر له الحج ولم يحج، ولم يوصِ بحجة، ولم يحج عنه بعض أهله لم يقبل الله منه الإيمان، ولا =