[مقدمة الرسالة]
[مقدمة الرسالة]
  
  الحمد لله الذي بمداومة عبده حمدَه استحقّ حمدَه، واخلاص عبادته أصاب المتعبِّد رشدَه، وصلى الله على المنتجب(١)، وعلى ذريته أئمة العجم والعرب، أما بعد فإن حق الوالد على الولد يترتب على قيام الوالد بحق الولد، قال الله تعالى: {وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا ٢٤}[الإسراء: ٢٤]، فوجوب الترحّم عليهما فرع على تقديم التربية منهما، وقال تعالى: {حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ كُرۡهٗا وَوَضَعَتۡهُ كُرۡهٗاۖ وَحَمۡلُهُۥ وَفِصَٰلُهُۥ ثَلَٰثُونَ شَهۡرًاۚ}[الأحقاف: ١٥]، وقال تعالى: {۞وَٱلۡوَٰلِدَٰتُ يُرۡضِعۡنَ أَوۡلَٰدَهُنَّ حَوۡلَيۡنِ كَامِلَيۡنِۖ لِمَنۡ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَۚ}[البقرة: ٢٣٣]، وفي الحديث: «بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم»(٢).
(١) في (ب) المنتخب.
(٢) رواه الطبراني في الأوسط عن ابن عمر بهذا اللفظ، ورواه الطبراني والحاكم عن جابر بلفظ «برّوا آباءكم تبرّكم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم ...» ذكره في الجامع الصغير.