رسالة الثبات فيما على البنين والبنات،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[مقدمة الرسالة]

صفحة 55 - الجزء 1

[مقدمة الرسالة]

  

  الحمد لله الذي بمداومة عبده حمدَه استحقّ حمدَه، واخلاص عبادته أصاب المتعبِّد رشدَه، وصلى الله على المنتجب⁣(⁣١)، وعلى ذريته أئمة العجم والعرب، أما بعد فإن حق الوالد على الولد يترتب على قيام الوالد بحق الولد، قال الله تعالى: {وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا ٢٤}⁣[الإسراء: ٢٤]، فوجوب الترحّم عليهما فرع على تقديم التربية منهما، وقال تعالى: {حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ كُرۡهٗا وَوَضَعَتۡهُ كُرۡهٗاۖ وَحَمۡلُهُۥ وَفِصَٰلُهُۥ ثَلَٰثُونَ شَهۡرًاۚ}⁣[الأحقاف: ١٥]، وقال تعالى: {۞وَٱلۡوَٰلِدَٰتُ يُرۡضِعۡنَ أَوۡلَٰدَهُنَّ حَوۡلَيۡنِ كَامِلَيۡنِۖ لِمَنۡ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَۚ}⁣[البقرة: ٢٣٣]، وفي الحديث: «بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم»⁣(⁣٢).


(١) في (ب) المنتخب.

(٢) رواه الطبراني في الأوسط عن ابن عمر بهذا اللفظ، ورواه الطبراني والحاكم عن جابر بلفظ «برّوا آباءكم تبرّكم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم ...» ذكره في الجامع الصغير.