مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الاسم وأقسامه]

صفحة 106 - الجزء 1

  (باب⁣(⁣١) حاتم) إذ لا يكون فيه حال التنكير إلا الوصفية فقط، وحال التسمية به إلا العلمية فقط، ولا يجتمعان في اسم واحد علمية وصفة كما مَرَّ، وأحدهما وحده لا يكفي في منع الصرف، فلم يمنعه، ولا يلزم سيبويه منعه (لما يلزم) فيه أي: في منع حاتم (من) إيهام⁣(⁣٢) (اعتبار) أمرين (متضادين⁣(⁣٣)) وهما العلمية والوصفية (في حكم⁣(⁣٤) واحد) وهو منع الصرف⁣(⁣٥)، وكذلك لا يلزم سيبويه أن يمنع أفضل بعد أن كان علماً ثم نكر إلا أن يكون معه لفظ «من» نحو أن يسمى رجل «أفضل من» ثم نُكِّر عادت فيه الوصفية فيمنعه سيبويه؛ لأن أفضل لا يكون صفة مع تجرده عن «من» أو اللام أو الإضافة أبداً، وسيبويه يلتزم هذا ويقول به؛ لعود الوصفية⁣(⁣٦)، وأما مع تجرده أعني أفضل عما ذكر فليس بصفة.


(١) أي: كل علم كان في الأصل وصفاً فإن اعتبر فيه أيضاً الوصفية الأصلية والعلمية حكم منع صرفه للعلمية والوصفية. (جامي).

(٢) الأولى حذف إيهام كما في (الجامي) وغيره.

(٣) إذ الوصف يقتضي العموم، والعلمية تقتضي الخصوص، وبين العموم والخصوص تنافي؛ لأن العلمية وضع اللفظ لمدلول بعينه لا يتجاوزه، والوصفية وضعه باعتبار معنى لمن قام به ذلك المعنى مطلقاً، وامتنع كون الشيء مختصاً وغير مختصِّ. (خبيصي).

- قوله: متضادين فإن قلت: التضاد إنما هو بين الوصفية المحققة والعلمية لا بين الوصفية الأصلية الزائلة والعلمية، فلو اعتبرت الوصفية الأصلية والعلمية في منع الصرف مثل حاتم لا يلزم اجتماع متضادين. قلنا: يلزم تقدير أحد المتضادين بعد زواله مع ضد آخر في حكم، وإن لم يكن من قبيل اجتماع متضادين لكنه شبيه به فاعتبارهما معاً غير مستحسن. (جامي). هامش (ب).

(٤) قوله: في حكم واحد وأما في حكمين فيصح كقوله:

أتاني وعيد الحوْص من آل جعفر ... فيا عبد قيس لو نهيت الأحاوصا

فجمع أحوص على الحوص نظراً إلى الوصفية الأصلية، وعلى أحاوص نظراً إلى العلمية كما إذا جمعنا أحمر العلم على حمر نظراً إلى أصله وعلى أحامر نظراً إلى العلمية. (خالدي).

(٥) بخلاف ما اعتبرت فيه الوصفية الأصلية مع سبب آخر كما في أسود وأرقم. (جامي).

(٦) في الأصل و (د): الصفة، وما أثبتناه من (ب، ج) ولعله أنسب.