مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الفاعل]

صفحة 111 - الجزء 1

  ويدخل فيه أيضاً مفعول ما لم يُسَمَّ فاعله نحو: «ضُرِبَ زيدٌ»، وتخرج هذه بقوله: (وقُدِّم)⁣(⁣١) الفعلُ أو شبهه (عليه) أي: على الفاعل نحو: قام زيدٌ، وخرج المبتدأ لأن الخبر وإن أسْنِدَ إليه فالمبتدأ مقدم غالباً⁣(⁣٢)، أي: في غالب أحواله وإن تأخر تارة لفظاً فهو متقدم رتبةً.

  وقوله: (على جهة⁣(⁣٣) قيامه به) أي: قيام المسند بالمسند إليه فإن الفعل في نحو: قام زيد إنما يتقوم ويتحصل بزيد؛ إذ لولا الذات لم يحدث فعل، وقد خرج من هذا القيد مفعول ما لم يُسَمَّ فاعله؛ لأن الفعل وقع عليه ولم يقم به، وقال الشيخ: «على جهة قيامه به» ولم يقل: «على أنه قام به» ليدخل في الحد الفاعل حقيقة نحو: «قام زيد» والفاعل مجازاً نحو: «مات بكر» و «اشتد الحر» ولا فرق بين أن يكون الفاعل اسماً كما مثلنا، أو في تأويل الاسم كقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا}⁣[الحجرات: ٧]، أي: ولو ثبت صبرهم فـ «أَنَّ» وما دخلت عليه في تأويل المصدر كما بَيَّنَّا، وكذلك قول الشاعر:

  ٢٣ - يَسُرُّ المرءَ ما ذهب الليالي ... وكان ذهابهن له ذهابا(⁣٤)


(١) في (ب، ج) وقدم المسند وهو الفعل، أو شبهه (عليه) أي: على المسند إليه وهو الفاعل.

(٢) يحترز إذا كان ظرفاً أو جاراً ومجروراً فإنه يقدم الخبر.

(٣) أي: على جهة لا يغير صيغة الفعل إلى فُعِلَ ويُفْعَلُ وأشباههما مما ضم أوله وكسر ما قبل آخره في الماضي، وفتح ما قبل آخره في المضارع. (نجم الدين).

(٤) البيت من بحر الوافر ومع حفظ الناس له وكثرة ترديدهم إياه فهو مجهول القائل. [انظر شرح المفصل والأشموني، وتمهيد القواعد وشرح قطر الندى، وغيرها من كتب اللغة].

المعنى: إن المرء يفرح بذهاب الأيام والليالي، وهو لا يدري أن في ذهابها قطعاً لأجله فذهاب الأيام والليالي ذهاب لعمر المرء.

الإعراب: «يسر» فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره «المرء» مفعول به، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، متقدم الفاعل «ما» حرف مصدري، مبني على السكون لا محل له من الإعراب «ذهب» فعل ماضٍ مبني على الفتح «الليالي» فاعل مرفوع، =