مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 112 - الجزء 1

  ففاعل «يسر» ما المصدرية مع الفعل وهو «ذهب» وذلك في تأويل المصدر أي: يسر المرء ذهاب الليالي، ونحو ذلك (مثل: قام زيد) فزيد فاعل، أسند إليه فعله كما ترى (وزيد⁣(⁣١) قائم أبوه) وهذا فاعل؛ لشبه الفعل وهو قائم؛ إذ اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة نحو: «حسن وجهه» وأفعل التفضيل مشبهات للفعل كما سيأتي.

  (والأصل⁣(⁣٢)) في الفاعل (أن يلي فعله) أي: رافعه⁣(⁣٣) من فعل أو شبهه، فيقدم على سائر المعمولات من المفاعيل وغيرها؛ والوجه في ذلك أنه أحد


= وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره، منع من ظهورها الثقل. وما المصدرية مع ما بعدها في تأويل مصدر فاعل (يسر) والتقدير: يسر ذهابُ الليالي المرءَ. وكان فعل ماض ناقص ناسخ مبني على الفتح «ذهابهن» ذهاب: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وذهاب مضاف وهن: ضمير عائد إلى الليالي مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه «له» جار ومجرور، والجار والمجرور متعلق بذهاب الآتي «ذهاباً» خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

الشاهد فيه: قوله: «ما ذهب الليالي» حيث وقع المصدر المؤول من «ما» والفعل بعدها وهو «ذهب» في محل رفع فاعل والتقدير يَسَرُّ ذهابُ الليالي المرءَ. وزعم الأخفش وابن السراج أنَّ (ما) هنا اسم موصول.

(١) الأولى «زيد قائم أبواه»؛ لأنه يتمحض للفاعلية ليفيد النص المقصود بالمقام بخلاف قائم أبوه، فإنه يصح أن يكون فاعلاً ويصح أن يكون مبتدأ ذكره (نجم الدين).

(٢) أي: ما ينبغي أن يكون الفاعل عليه إن لم يمنع مانع. (جامي)، وهو حيث يجب تأخير الفاعل كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

- ولو قال: والأولى أن يليه لكان أخصر وأوضح وأحسن، أما الأول فلترك الفعل، وأما الثاني؛ فلأن الأصل يحتمل المعاني بخلاف الأولى فإنه لا يحتمل سوى معنى واحد، وأما الثالث؛ فلمراعاة الاشتقاق على ما عرف في علم البديع. (غاية تحقيق).

(٣) إنما كان الأصل الفاعل أن يلي فعله؛ لأنه اشتد اتصاله به لفظاً ومعنى، وأما اللفظ فلأنهم سكنوا له آخر الفعل كراهة أن يجتمع أربع حركات متوالية، وأما المعنى؛ فلأنه المحدث له والموجد.