مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الفاعل]

صفحة 116 - الجزء 1

[المواضع التي يجب فيها تقديم الفاعل]

  واعلم أنه قد يعرض ما يوجب الجري على الأصل وهو تقديم الفاعل وجوباً (و) لا يجوز تأخيره وذلك في ثلاثة مواضع:

  الأول منها: (إذا انتفى الإعراب⁣(⁣١) لفظاً⁣(⁣٢)) لا تقديراً فهو ممكن (فيهما) أي: في الفاعل والمفعول (و) انتفت (القرينة) اللفظية⁣(⁣٣) والمعنوية نحو: «ضرب موسى عيسى» و «شتمت سعدى سلمى» ففي هذا يجب تقديم الفاعل؛ إذ لو أجزنا تأخيره لالتبس الفاعل بالمفعول، ولم يتميز أحدهما من الآخر مع عدم القرينة، فأما إذا وجدت القرينة اللفظية⁣(⁣٤) نحو: «هَوِيَتْ موسى سعدى» و «ضرب موسى⁣(⁣٥) العالمَ عيسى» أو معنوية كـ «أكل الكمثرى يحيى» و «استخلف المرتضى المصطفى» جاز تقديم المفعول كما ترى؛ لأن الكمثرى مأكول قطعاً إذ هو العنبرود.


(١) قوله: الإعراب ... إلخ الدال على فاعلية الفاعل، ومفعولية المفعول بالوضع، لفظاً فيهما أي: في الفاعل المتقدم صريحاً، وفي ضمن الأمثلة، والمفعول المتقدم ذكره في ضمن الأمثلة، والقرينة أي: الأمر الدال عليهما لا بالوضع؛ إذ لا يعهد أن يطلق على ما وضع بإزاء شيء أنه قرينة عليه، فلا يرد عليه أن ذكر الإعراب مستغن عنه؛ إذ القرينة شاملة له. (جامي).

(٢) نصب على التمييز أي: انتفى لفظ الإعراب لا تقديره. (نجم الدين).

(٣) اللفظية والمعنوية التي قد توجد في بعض المواضع دالة على تعيين أحدهما من الآخر كما يجيء، فيلزم كل واحد منهما مركزه؛ ليعرفا بالمكان الأصلي. (نجم الدين).

(*) في (ب): قرينة لفظية بدون «أل».

(٤) ومن القرينة اللفظية اتصال حرف التعدية بأحدهما فإنه لا يتصل إلا بالمفعول نحو «مر بعيسى موسى».

(٥) وقد يقال: يحتمل أن موسى فاعل، والعالم مفعول، وعيسى بدل من العامل، فلا قرينة. (سيدنا أحمد حابس) فالأولى في التمثيل «ضرب موسى العالمَ عيسى الفاضلُ» أو «ضرب موسى عيسى الفاضلُ» كما مثل به نجم الأئمة الرضي.