[الفاعل]
  الثاني مما يجب فيه تقديم الفاعل قوله: (أو كان) أي: الفاعل (مضمراً(١) متصلاً) بالفعل نحو: «ضربت زيداً» و «زيداً ضربته» وجب تقديم الفاعل؛ لئلا ينفصل الضمير لغير عذر، وهو لا يجوز كما سيأتي، وأما إذا كان الفاعل ضميراً منفصلاً جاز أن يتقدم المفعول نحو: «ما ضرب زيداً إلا أنا».
  والثالث مما يجب فيه تقديم الفاعل قوله: (أو وقع مفعوله) أي: مفعول الفاعل (بعد إلا) لغرض حصر الفاعل وإطلاق المفعول نحو: «ما ضرب زيدٌ إلا عمراً» أي: لم يحصل ضرب من زيد إلا على عمرو، وأما عمرو فيمكن أن يكون له ضارباً غير زيد (أو معناها) أي: معنى(٢) إلا، وهو «إنما» في قولك: إنما ضرب زيداً عمراً فإنه يجب تقديم الفاعل ليتم غرض الانحصار؛ إذ لو أخرته مع إنما خاصة وقلت: «إنما ضرب عمراً زيدٌ» انعكس المعنى، وصار المحصور المفعول، فأما مع إلا فلا ينعكس مهما بقي المفعول بعد إلا(٣)، ولو أخرت الفاعل وقلت: «ما ضرب إلا عمراً زيد». إلا أَنَّا منعنا هذا ليطرد باب الحصر، ويجري على سنن واحد، وأما قول الشاعر:
  ٢٦ - تَزَوَّدت(٤) من ليلى بتكليم ساعةٍ ... فما زاد إلا ضعفَ ما بي كلامُها(٥)
(١) يرد عليه «زيداً ضربت» فإنه تقدم مع المفعول مع كون الفاعل مضمراً متصلاً وأجيب: بأن مراد الشيخ امتناع تقديم المفعول على الفاعل فقط لا تقديمه على الفعل والفاعل. (رضي).
(٢) قال في الغاية: «إنما» بمعنى «ما وإلا» لا بمعنى «إلا» فقط فكان في جعل إنما بمعناها تساهل، وكون «إنما» بمعنى «ما» و «إلا» اختيار المصنف وإلا فالمذكور في المفتاح وغيره هو أن إنما متضمنة معنى (ما وإلا) لا أنها بمعنى ما وإلا. (منها) اهـ (هامش ب)، وفي (أ) مختصرة.
(٣) أي: والياً.
(٤) التزود أخذ الزاد والمعنى أخذت الزاد من ليلى بتكلمي ساعة فما زاد كلامها إلا ضعف ما بي من العشق والمحبة.
- ويمكن أن يجاب عن البيت بأن يقدر في زاد ضمير يرجع إلى التكليم، أو إلى الزاد الدال عليه تزودت، وكلامها بدل من الضمير في زاد فعلى هذا يخرج البيت من الاحتجاج. (شرح أبيات).
(٥) هذا البيت من الطويل وهو لمجنون بني عامر قيس بن الملوح في ديوانه وفي شرح الأشموني =