[المرفوعات]
  من ربه بعض هداية](١). (وقول امرئ القيس):
  ٤٠ - ولو أن ما أسعى لأدنى معيشة ... (كفاني ولم أطلب قليل من المال)(٢)
  هذا البيت من أعظم حجج الكوفيين [على البصريين]؛ لأن الشاعر فصيح وقد أعمل الأول وهو كفاني فرفع به قليل مع ارتكاب خلاف(٣) المختار وهو حذف
(١) هذه زيادة غير موجودة في (أ).
(٢) البيت من الطويل وقائله امرؤ القيس.
الإعراب: (لو) حرف امتناع لامتناع (أنَّ) حرف توكيد ونصب (ما) مصدرية (أسعى) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للتعذر وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا وما المصدرية وما دخلت عليه في تأويل مصدر اسم أن (لأدنى) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر أن وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل لفعل محذوف وتقدير الكلام: لو ثبت كون سعيي لأدنى ... إلخ، وأدنى مضاف و (معيشة) مضاف إليه (كفاني) كفى: فعل ماض والنون للوقاية والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. (ولم) الواو عاطفة و «لم» حرف نفي وجزم وقلب (أطلب) فعل مضارع مجزوم وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا (قليلٌ) فاعل كفاني (من المال) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لقليل.
الشاهد فيه: قوله (كفاني ولم أطلب قليل) حيث تقدم عاملان وتأخر معمول واحد وهو (قليل)، والمصنف يعتبر هذا البيت ليس من باب التنازع؛ لأنه لا يصح تسلط كل واحد من الفعلين على المعمول المتأخر لفساد المعنى؛ لأن القليل ليس مطلوباً؛ لأنه كان يطلب الملك دون قليل المال، ولو كان العاملان متوجهين إلى قليل لصار المعنى كفاني قليل من المال ولم أطلب هذا القليل وكيف يصح ذلك وهو يقول بعد هذا البيت: ولكنما أسعى لمجد مؤثل ... إلخ وعليه يكون التقدير كفاني قليل من المال ولم أطلب الملك، وكما رجح سيبويه وغيره أنه ليس من باب التنازع والله أعلم.
(٣) ولو أعمل الثاني لم يلزمه ارتكاب أمر محذور ... (سعيدي). وأجاب الإمام المهدي عن الكوفيين بأن هذا البيت من باب «نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه» مما يكون نفي المنفي مع نقيض المقدم أولى من نفيه مع المقدم عليه، فيكون انتفاء الطلب الموجه إلى قليل من المال مع نفي السعي لأدنى معيشة أولى من انتفائه مع ثبوت السعي لأدنى معيشة، فيكون من باب التنازع، ولا فساد فيه. (خالدي) وأجاب الفارسي عن الكوفيين بأن الواو للحال في قوله: =