مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 141 - الجزء 1

  ضمير المفعول من الثاني فلم يقل أطلبه مع عدم الضرورة الملجئة إلى إعمال الأول؛ إذ لو أعمل الثاني ونصب قليلاً لم ينكسر البيت، فما فعل ذلك إلا وإعمال الأول هو المختار؟ فأجاب الشيخ عن هذا بأن قال: (ليس) هذا البيت (منه) أي: من باب التنازع (لفساد المعنى) لو جعلناه تنازعاً، وبيان ذلك أن لو معناها امتناع الشيء لامتناع غيره فإذا وجد في سياقها وسياق جوابها في اللفظ مثبت فهو في المعنى منفي نحو: «لو جئتني لأكرمتك» معناه لكن لم تجيء فلم أكرمك، وإن وجد في سياقها وسياق جوابها في اللفظ منفي كان في المعنى مثبتاً نحو: «لو لم تجئني لم أكرمك» معناه لكن جئتني فأكرمتك، وإن اختلف الذي في سياقها وسياق جوابها نفياً وإثباتاً، كما في البيت، فإن الذي في سياقها مثبت وهو قوله: «ولو أن ما أسعى لأدنى معيشة كفاني قليل». والذي في سياق جوابها منفي وهو: «ولم أطلب» فيقدر المثبت منفياً والمنفي مثبتاً، فيكون تقديره: ما سعيت لأدنى معيشة، ولا كفاني قليل، وطلبت القليل وهذا مناقضة ظاهرة كونه ما سعى لأدنى معيشة، وطلب القليل؛ إذ من طلب القليل فقد سعى لأدنى معيشة، فما بقي إلا أن يقدر أن كفاني موجه إلى قوله: «قليل» وأطلب موجه إلى مفعول محذوف تقديره: وطلبت المجد والرفعة، ويدل على أن هذا مقصده قوله في البيت الثاني الذي بعد هذا:


= «ولم أطلب» لا العاطفة فلم يثبت الطلب فلا تناقض حينئذ ورد المصنف هذا الجواب بأن الواو الحالية أصلها العاطفة. (خالدي) ورد جواب المهدي بأنا منازعون له في كلامه فلا نسلم له ذلك، والمتنازع فيه لا يكون حجة.

(*) اعلم أنه قد يتنازع الفعلان المتعديان إلى ثلاثة خلافاً للجرمي، وذلك لعدم السماع نحو «أعلمت وأعلمني زيد عمراً قائماً» على إعمال الثاني وحذف مفاعيل الأول و «أعلمني وأعلمته إياه إياه زيد عمراً قائماً» على إعمال الأول وإضمار مفاعيل الثاني والأولى أن يقال وأعلمته ذلك قصداً للاختصار؛ إذ مفعول أعلمت وهو ذلك مضمونه مضمون المفعولين. (نجم الدين معنى).