مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 155 - الجزء 1

  مستقبلا فيكون السلام مستقبلاً ومن ثَمَّ كان سلام إبراهيم # أبلغ من سلام الملائكة $ حيث قالوا: {سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ}⁣[الذاريات: ٢٥]، [فقس على هذا موقفاً إن شاء الله تعالى]⁣(⁣١).

  [وقوع الخبر جملة]

  (والخبرُ قد⁣(⁣٢) يكونُ جملةً)؛ لإفادتها ما يفيد المفرد من الأحكام اسميةٌ (مثل: زيدٌ أبوه قائمٌ) فزيد مبتدأ، وأبوه مبتدأ ثانيٍ، والهاء ضميرُ زيدٍ وقائمٌ خبر عن أبيه والجملة الاسمية خبرٌ عن زيدٍ (و) فعلية⁣(⁣٣) خبريةٌ نحو: (زيد قام أبوه) فزيد مبتدأ وقام فعل ماض وأبوه فاعله، والهاء ضمير يعود إلى زيد، والجملة الفعلية خبر عنه، وشرطية نحو: «زيداً إنْ تُعْطِه يَشْكُرْك»⁣(⁣٤)، وقد تكون طلبية نحو: «زيد اضربه»، ولا تكون طلبية إلا على تأويل⁣(⁣٥) خبر محذوف تقديره: مقولٍ فيه اضربه، ونحو ذلك، وقسميةً نحو: قوله تعالى: {وَالذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}⁣[العنكبوت: ٦٩]، فالذين مع صلته مبتدأ، وقوله: «لنهدينهم سبلنا» خبره.

  فإذا كان الخبر جملة (فلا بد من عائد⁣(⁣٦)) يربط بين المبتدأ والخبر وهو


(١) ما بين المعقوفين غير موجود في (أ، ج).

(٢) قد للتقليل؛ لأن أصل الخبر الإفراد. قيل: التركيب. (نجم الدين). وعبارة (الجامي): ولما كان الخبر المعرّف - فيما سبق - مختصاً بالمفرد؛ لكونه قسماً من الاسم، فلم تكن الجملة داخلة فيه: أراد أن يشير إلى أن خبر المبتدأ يكون جملة أيضاً، فقال: والخبر بلفظه.

(٣) ولم يذكر الظرفية؛ لأنها راجعة إلى الفعلية.

(٤) في (أ) بتقديم قوله: شرطية وتأخير قوله خبرية.

(٥) ذكر (الرضي): أنه لا حاجة إلى التأويل واعترضه (الشريف) بأنه لا عذر عن التأويل؛ لأن الخبر حال من أحوال المبتدأ، وليس الضرب من أحواله في «زيد اضربه» فتقدر القول ليكون حالاً من أحواله.

(٦) إنما قال: لا بد من عائد، ولم يقل: من ضمير؛ لأن العائد أحد أربعة أشياء. الأول: الضمير =