[المبتدأ والخبر]
  (وما وقع) الخبر فيه (ظرفاً) أو جاراً ومجروراً(١) نحو: «زيد عندك، وزيد في الدار» (فالأكثر أنه مقدر بجملة)؛ إذ لا بد للظرف، والجار والمجرور، من متعلق، وأصل التعلقات للأفعال(٢)، فيقدر متعلقه فعلاً فيه فاعله ضمير، والفعل مع فاعله جملة أي: استقر عندك أو في الدار، وقال الكوفيون: يقدر مفرد هو اسم الفاعل أي: مستقر؛ إذ اسم الفاعل ونحوه مع فاعله ليس بجملة كما سيأتي وأصل الخبر الإفراد.
[وجوب تقديم المبتدأ]
  (و) اعلم أنه قد تقدم لك أن الأصل في المبتدأ التقديم، ويجوز تأخيره، وقد يعرض له أربعة مواضع توجب تقديمه وهي (إذا كان المبتدأ مشتملاً على ما له صدر الكلام مثل(٣): مَن أبوك؟) فمن مبتدأ وهو اسم استفهام والاستفهام له صدر الكلام ليفهم من أول الأمر، ومن ذلك «أيهم أفضل» فأيهم مبتدأ، وكذلك الشرط نحو: «من يكرمني(٤) فإني أكرمه»، وضمير الشأن مثاله قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١}[الإخلاص]، ونحو: «هو زيد قائم» والقصة نحو:
(١) ولم يذكره المصنف؛ لجريه مجرى الظرف حتى سماه بعضهم ظرفاً اصطلاحاً. (خالدي).
(٢) والصحيح تقدير الفعل؛ لوقوع الاتفاق في أنَّ الظرف إذا وقع صلة نحو: «جاءني الذي في الدار» أنه مقدر بالجملة نحو استقر فكذلك هنا أنه يقدر بالجملة؛ لأن الفعل أقوى حملاً على الموصول الذي اتفق عليه. (رصاص).
(٣) فإن قيل: من نكرة، وأبوك معرفة؛ فلا يجوز أن يكون المبتدأ نكرة والخبر معرفة. قيل: مَنْ نكرة ظاهراً، ومعرفة معنى؛ لأن معناه أهذا أبوك أم ذاك أو غيرهما؟ (غاية) - وإنما قال: مشتملاً ولم يقل: ما له صدر الكلام، لعمومه إذ يكون مشتملاً على ماله صدر الكلام، وليس بصدر نحو: غلام من ضربت؟ (نجم الدين). وهذا مذهب (سيبويه)، وذهب بعض النحاة إلى أن أبوك مبتدأ؛ لكونه معرفة، ومن خبره الواجب تقديمه على المبتدأ لتضمنه معنى الاستفهام. (جامي).
(٤) قيل: كلمة الشرط مبتدأ، والشرط والجزاء خبر عنه. وقيل: الشرط من تتمة المبتدأ والخبر الجزاء وحده. (شريف).