مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبتدأ والخبر]

صفحة 158 - الجزء 1

  {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[الأنبياء: ٩٧]، وغير ذلك.

  [القسم الثاني قوله]⁣(⁣١): (أو كانا معرفتين⁣(⁣٢)) مثل: «زيدٌ القائمُ»، و «عمروٌ القاعدُ، وبكرٌ المضروبُ»، ونحو ذلك.

  [القسم الثالث]⁣(⁣٣) قوله: (أو متساويين) رتبة في التخصيص (مثل: «أفضلُ⁣(⁣٤) منك أفضلُ مني») تقديم المبتدأ في الصورتين؛ إذ لو أجزنا تأخيره، لم يحصل لنا القطع بالمبتدأ منهما بل يلتبس المبتدأ بالخبر.


(١) ما بين المعقوفين غير موجود في (أ).

(٢) والضابط في التقديم في المعرفتين أنه إذا كان للشيء صفتان من صفات التعريف، وعرف السامع اتصافه بأحدهما دون الأخرى، فأيهما كان بحيث يعرف السامع اتصاف الذات به وهو كالطالب بحسب زعمه أن يحكم عليه بالأخرى يجب تقديم اللفظ الدال عليه، ويجعله مبتدأ، وأيهما كان بحيث يجهل اتصاف الذات به وهو كالطالب أن يحكم بثبوته للذات أو انتفائه عنها يجب أن يؤخر اللفظ الدال عليه، ويجعله خبراً فإذا عرف السامع زيداً بعينه واسمه، ولا يعرف اتصافه بأنه أخوه وأراد أن يعرفه ذلك قلت: زيد أخوك فإذا عرف أخا له ولا يعرفه على التعيين وأردت أن تعينه عنده قلت: أخوك زيد ولا يصح زيد أخوك. (شرح تلخيص).

(٣) ما بين المعقوفين غير موجود في (أ).

(٤) فإن قيل: ما الفرق بين قولك للقائل أفضل منك أفضل مني وبين قولك: أفضل مني أفضل منك حتى وجب التقديم في المبتدأ والتأخير في الخبر؟

قيل: الفرق بينهما واضح، وبيانه أنه ما كان مبتدأ فهو معرفة، وما كان خبراً فهو نكرة لما ثبت أن شرط الخبر أن يكون نكرة؛ ليفيد المخاطب حصول العلم بما جهل، فإذا قيل: أفضل مني أفضل منك، فهو خطاب من قد علم بمن هو أفضل من المتكلم، ولم يعلم أنه أفضل منه، فأخبر بما جهل وهو أن الممدوح زائد على المخاطب في الفضل، وبالعكس - أيضاً - إذا قيل: أفضل منك أفضل مني فهذا إخباره بزيادة فضل الممدوح على نفسه، ولم يعلم بزيادة فضل المتكلم. (مسالك).

- وإنما صح الابتداء بأفضل منك، وإن لم يكن معرفة؛ لأن من في أفعل التفضيل قائمة مقام اللام فاعرف. (شرح رصاص).