[المبتدأ والخبر]
  صدر الكلام مثل: أين زيد(١)؟) هذا المبتدأ و «أين» الخبر، وجب تقديمه؛ لأنه استفهام وقد مر الوجه في ذلك (أو كان) تقديم الخبر (مصححاً له) أي: للمبتدأ (مثل: «في الدار») هذا هو الخبر («رجل») وهذا هو المبتدأ، وهو نكرة، فلولا تقدم الخبر لم يصح الابتداء بالنكرة لما مر. (أو لمتعلقه(٢)) أي: لمتعلق الخبر (ضمير في المبتدأ مثل: على التمرة مثلها زبداً) فعلى التمرة الجار والمجرور متعلق بالخبر المحذوف وهو استقر كما قدمنا حيث قلنا: الأكثر أنه مقدر بجملة «ومثلها» هو المبتدأ، و «الهاء» فيه ضمير يعود إلى متعلق الخبر وهو «على التمرة»، فوجب تقديم ذلك المتعلق؛ ليعود الضمير إلى متقدم لفظاً متأخر رتبة ولو أخر فقيل: مثلها على التمرة زبداً، عاد الضمير إلى متأخر لفظاً ورتبة وذلك لا يجوز(٣)، وإن حذف الضمير فقيل: مثل زبد على التمرة بإضافة مثل إلى مميزه وهو زبد، فسد المعنى؛ إذ المراد الإخبار بأن على التمرة مثل جرمها من الزبد لا من مثله (أو يكون) الخبر المقدم (خبراً عن أنَّ) المفتوحة المشددة التي تسبك الجملة بعدها مصدراً وتكون هي وجملتها مبتدأ (مثل: عندي) هذا هو الخبر (أنك قائم) هذه الجملة هي المبتدأ؛ لأنها في تأويل انطلاقك، فيجب تقديم
(١) فإن قيل: كيف قلتم إن أين خبر مقدم مفرد مع قولكم: وما وقع ظرفاً فالأكثر أنه مقدر بجملة؟ فالجواب: أنه خبر مفرد صورة واقع موقع الجملة فلا منافاة. (نجم الدين). هامش (ب) وفي ح (أ): جوابه ما مر من أن المراد بالمفرد ما ليس بجملة صورة و «أين» مفرد صورة؛ إذ الضمير المستكن أمر اعتباري. (غاية تحقيق).
(٢) فإن فتح لام متعلقه يراد به مجموع ما وقع خبراً لفظاً وهو على التمرة في مثالنا نظراً إلى أن الخبر في الحقيقة استقر أو مستقر الذي هو مقدر، وإن كسر يراد به المرجوع إليه وهو التمرة خاصة، نظراً إلى أنه جزء الخبر وهو على التمرة. (سعيدي).
(٣) فأما لو كان الضمير في صفة للمبتدأ نحو: «على التمرة زبد مثلها» جاز تأخير الخبر بأن يتوسط بينه وبين صفته نحو «زبد على التمرة مثلها» إذ الفصل بين الصفة والموصوف وهو زبد. (خالدي).