مقدمة التحقيق
  [الشعراء]، وقوله سبحانه: {أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ٢}[يوسف]، وقوله: {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا}[الأحقاف: ١٢]، وغير ذلك من الآيات الكريمة التي تبرز مكانة هذه اللغة وتشير إلى شرفها، وبهذا انفردت عن اللغات قاطبة، وامتازت بخصائص فريدة كونها لغة أفضل الكتب السماوية، ولسان السنة النبوية، الناطق بها الصادق المصدوق الأمين، وأفضل الأنبياء والمرسلين، وهي بذلك تمثل هويتنا وآلة تعليمنا، ومصدر ثقافتنا ومنطلق معرفتنا، ودليل عزتنا وكرامتنا، وبها يرتبط فهم ديننا، وهي آلة الكلام ووسيلة التخاطب بين الأنام.
  ولسنا بصدد سرد خصائصها ومميزاتها أو الإطناب في مدحها، فقد انحنى لعظمتها الشرق والغرب، وأشادوا بفضلها واعترفوا بأهميتها، ومن خلال ذلك تتجلى لنا أهمية اللغة العربية بما حازته من الشرف العظيم، وتميزت به من الخصائص الفريدة وتبوأته من المكانة السامية، وليسعنا القول بحق واعتزاز بأن علم اللغة العربية من أجل العلوم الدينية وأعظمها، وأشرف المعارف الشرعية وأهمها، التي يجدر بالإنسان تعلمها وتعليمها، والحفاظ عليها والعناية بها؛ خدمة للقرآن الكريم، ولما لها من أهمية بالغة لفهمه وفهم السنة الشريفة ومعرفة الأدلة منهما، كون دلالتهما عربية، حيث يتوقف ما فيها من الشرائع والأحكام الشرعية والآداب والحديث وعلومه على تعلم اللغة العربية وتحقيقها، ولعلنا ندرك ذلك حقيقة كما في واقعنا التعليمي المشاهد وحاضرنا الملموس، وهذا يفرض علينا مسؤولية كبرى تتحتم علينا شرعاً وعقلاً؛ إذ هي قبل كل شيء نعمة يجب علينا شكرها والقيام بحقها وحفظها واستشعار فضلها.
  لذلك عني علماء المسلمين من أهل البيت المطهرين وغيرهم من العالمين بها فقاموا بها خير قيام، وعززوا قيمتها بين الأنام، وأشادوا بفضلها على لسان الخاص والعام، واعتنوا بها تعلماً وتعليما، وتأليفاً وتصنيفا، وتقعيداً وتأصيلا،