مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبتدأ والخبر]

صفحة 162 - الجزء 1

  فقوله: «يد» و «أخرى» خبران عن يداك⁣(⁣١). وحيث يتعدد المبتدأ معنى يجب تعدد الخبر كذلك⁣(⁣٢) كقوله:

  ٤٦ - والعيشُ شُحٌّ وإشفاقٌ وتأميل(⁣٣)


= ومناوئيه.

الإعراب: اختلف في إعراب هذا البيت على وجهين: الأول: ما أشار إليه في الحاشية الآتية بعد هذا الشاهد ولا داعي للتكرار بذكره هنا. الوجه الثاني: وهو ما أورده بعض النحاة كما في إعراب شواهد الأشموني وأوضح المسالك على النحول التالي: (يداك) مبتدأ و (يدٌ) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة (خيرها) خير مبتدأ وضمير الغائبة مضاف إليه (يرتجى) فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً وجملة الفعل ونائبه فاعله في محل رفع خبر المبتدأ وجملة المبتدأ وخبره في محل رفع صفة ليد و (أخرى) الواو عاطفة (أخرى) معطوف على يد مرفوعة بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر (لأعدائها) جار ومجرور متعلق بقوله غائظة الآتي وأعداء مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه (غائظة) نعت لأخرى وسُكِّن لضرورة الوزن.

الشاهد فيه: قوله: (يداك يد ... وأخرى) وذلك على الوجه الأول من الإعراب على جعل (يداك) وما بعدها مبتدآت وجعلها مع أخبارها في محل رفع خبر أول ليداك، والجملة المعطوفة خبراً ثانياً، حيث جاء الخبر متعدداً لتعدد المخبر عنه؛ ولذلك وجب العطف بالواو. وعلى الوجه الثاني فلا شاهد فيه وإنما يكون التعدد من باب التعدد المطلق.

(١) وتحقيق الكلام فيه أن يداك مبتدأ ويد مبتدأ ثان وخيرها مبتدأ ثالث وقوله: يرتجى (خبر عن خبره والجملة خبر عن (يد) وكل ذلك خبر عن (يداك)، وأخرى لأعدائها غائظة، أخرى مبتدأ وغائظه خبره والجملة خبر ثان عن قوله: (يداك) ولعل هذا مراد السيد. هامش (ج). وفي ح (أ) بالمعنى.

(٢) يعني يتعدد لفظاً لكن كلام السيد لا يتحمله كما ترى.

(٣) هذا عجز بيت أوله:

والمرء ساعٍ لأمر ليس يُدْركه ... والعيش شح وإشفاق وتأميل

وقائله عبدة بن الطبيب وهو من بحر البسيط، ويروى كما ورد في الأصل: والمرء يسعى لشيء ليس يدركه.

اللغة: (العيش): الحياة (الشح): بضم الشيء البخل مع الحرص. (الإشفاق) الخوف من حلول المكروه مع نصح. (تأميل) تأمل الشيء نظر إليه مستبيناً له، والمراد: الأمل. =