مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 165 - الجزء 1

  يقصد بهما العموم (مثل: «الذي يأتيني) فله درهم» هذا مثال المبتدأ وهو «الذي» الموصول بفعل وهو «يأتيني» قصد به العموم أي: جميع من أتى لا أنه رجل معهود؛ والخبر جملة وهو قوله: فله درهم، فيجوز دخول الفاء⁣(⁣١)؛ إذ هذا يشبه «من يأتني فله درهم» ويجوز حذفها؛ إذ ليس بشرط حقيقة، ومن ذلك⁣(⁣٢) الموصول بجار ومجرور نحو قوله تعالى: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اَللَّهِ}⁣[النحل: ٥٣]، ونحو قوله تعالى⁣(⁣٣): {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}⁣[الشورى: ٣٠]، على قراءة غير نافع وابن عامر، وذلك كثير.

  (أو) الذي (في الدار⁣(⁣٤) فله درهم) هذا مثال الموصول بظرف يصلح للشرطية كما تقدم.

  (و «كل رجل يأتيني) فله درهم» فـ «كل» مبتدأ نكرة مضاف إلى رجل و «يأتيني» فعل قصد به العموم وهو صفة لرجل و «فله درهم» الخبر (أو) كل


(١) في (أ): فيجوز دخولها أي الفاء، وما أثبت هو من (ب، ج، د).

(٢) «ومن ذلك الموصول» بدلها في نخ (ج): ومثال الموصول، وفي (ب): ومن ذلك قوله تعالى ... إلخ، وفي (د): ومثل الموصول حقيقة ... إلخ.

(٣) ويدل على أنها موصولة، وليست شرطية سقوط الفاء في قراءة (نافع، ابن عامر). ا. ه: (عقيل).

(*) هذه الآية في نخ (ب) [ونسخ أخرى أدخلت بعض التصحيح منها] مقدمة على قوله تعالى: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اَللَّهِ} خلافاً لبقية النسخ المعتمدة، حيث وردت في (ب) مباشرة بعد قوله: ليس بشرط حقيقة، وقوله تعالى: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اَللَّهِ} ذكرت مؤخرة بعد ذكر مثال الماتن للموصول بظرف، ولعله الأنسب دفعاً لما قد يرد من التوهم بسبب العطف من أن ظاهر العبارة في قوله: ونحو قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ ...} الآية عطف على مثال الموصول بجار ومجرور، والعطف حقيقة إنما هو على قوله: ومن ذلك الموصول حيث والكلام فيما يجوز فيه دخول الفاء وعدمه، فليتأمل.

(٤) الصواب أن يقال: إن لفظ «كل» لفظ قصد به العموم وأما يأتيني فلا عموم؛ لأن الفعل لا يوصف بعموم ولا خصوص.