مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 166 - الجزء 1

  رجل (في الدار فله درهم) هذا مثال النكرة الموصوفة بظرف - كذلك - يصلح للشرطية كما مثلنا.

  (وليت⁣(⁣١) ولعل) إذا دخلا على المبتدأ المتضمن لمعنى الشرط فإنهما (مانعان) من دخول الفاء في الخبر (باتفاق) بين سيبويه⁣(⁣٢) والأخفش، لكن قال سيبويه: إن العلة في منع الفاء أن ليت ولعل لهما صدر الكلام، والمبتدأ إذا كان متضمناً لمعنى الشرط استحق صدر الكلام، ولا يدخل ذو تصدير على مثله فما بقي إلا حذف الفاء وإخراج المبتدأ عن معنى الشرط لذلك.

  وقال الأخفش: إن العلة أن ليت ولعل لإنشاء التمني والترجي، والمبتدأ المتضمن لمعنى الشرط للخبر المحض⁣(⁣٣) فمع دخولهما يخرج المبتدأ عن معنى الشرط فلا تدخل الفاء.

  (وألحق بعضهم «إنَّ») المكسورة (بهما) والملحق هو سيبويه؛ لأنه الذي علل بالتصدير وإنَّ كذلك لها صدر الكلام فمع دخلوها على ذلك المبتدأ يخرج عن معنى الشرط فتمتنع الفاء. وقال الأخفش: تدخل الفاء في خبر إنَّ؛ إذ لا تنافي


(١) اعلم أنَّ إنَّ وأخواتها من نواسخ المبتدأ وقد ذكرنا - هاهنا - أن المبتدأ إذا كان موصولاً بفعل أو ظرف أو نكرة موصوفة بأحدهما دخلت الفاء في الخبر قيل: فهل يصح أن تدخل إن وأخواتها على المبتدأ الذي تدخل الفاء في خبره أم لا؟ فقال الشيخ: ليت ... إلخ. (رصاص). - وجميع نواسخ المبتدأ تمنع دخول الفاء في خبر المبتدأ المذكور إلا ما استثني وهو «إن» (عند بعضهم وكذا) أن (و) لكن وذلك؛ لأنه إنما دخلت الفاء؛ لمشابهة المبتدأ كلمة الشرط فلزمها التصدير ولا تدخلها نواسخ المبتدأ؛ لأن تلك النواسخ تؤثر معنى في الجملة وما كان كذلك لا يدخل على جملة مصدرة بما له صدر الكلام كالتمني والترجي. (هطيل).

(٢) فلا يقال: ليت الذي يأتيني فله درهم، وكذا لعل؛ لأن خبرهما لا يحتمل الصدق والكذب.

(٣) أي: لعله يريد أن خبر ليت ولعل لا يحتمل صدقاً، ولا كذباً؛ لأن لعل للترجي، وليت للتمني والذي يقع بعد الفاء خبر محض يحتمل الصدق والكذب، فكان في اجتماعهما تناقض فما بقي إلا حذف الفاء؛ ليكون ما بعدها خبراً لليت ولعل.