[المرفوعات]
  بينهما وبين المبتدأ المتضمن لمعنى الشرط، إذ كلاهما للإخبار المحض؛ لأنه علل في ليت ولعل بالإنشاء كما مر، وحجة الأخفش قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}[الجمعة: ٨]، ونحو ذلك، وتدخل الفاء في خبر أنَّ المفتوحة كقوله:
  ٤٧ - علمت يقيناً أنما حُمَّ كونه ... فسعي امرئٍ في صرفه غيرُ نافِعِ(١)
  ولكن كذلك كقوله:
  ٤٨ - فوالله ما فارقتكم قالياً لكم ... ولكِنَّ ما يقضى فسوف يكون(٢)
(١) البيت من بحر الطويل وهو مجهول القائل ذكره في شرح التسهيل.
اللغة: (حُمَّ) أي: قُدِّر (والكون) بمعنى الحدوث والوجود، فتكون تامة ويقيناً: مصدراً للنوع من غير لفظ الفعل أي: علم يقين إن كان العلم بمعنى حصول صورة الشيء في العقل، وإن كان بمعنى اليقين، وهو اعتقاد جازم مطابق للواقع يكون للتأكيد. (هامش خبيصي).
المعنى: أن ما قدره الله سوف يقع، ولن يستطيع الإنسان دفعه مهما كانت حيلته وقوته.
الإعراب: (علمت) فعل وفاعل (يقيناً) صفة لمصدر محذوف تقديره علماً يقيناً فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه (أنَّ) حرف مصدري ونصب (ما) اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسمه (حُمًّ) فعل ماض مبني للمجهول (كون) نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره و (كون) مضاف و (الهاء) مضاف إليه والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول (فسعي) الفاء رابطة لتضمن أنَّ معنى الشرط (سعي) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وسعي مضاف و (امرئ) مضاف إليه (في صرفه) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لامرئ وصرف مضاف والهاء مضاف إليه (غيرُ) خبر المبتدأ وغير مضاف و (نافع) مضاف إليه وجملة المبتدأ وخبره في محل رفع خبر أن، والجملة من أن المصدرية وما دخلت عليه في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي علم.
محل الشاهد: قوله: فسعي امريء ... إلخ حيث دخلت الفاء على خبر (أنَّ) المفتوحة لما كان اسمها متضمناً معنى الشرط. (شرح أبيات). (حوامي خبيصي).
(٢) البيت من الطويل قيل: هو للأفوه الأودي، وقيل الأزدي وقيل: هو لأبي المطواع ابن حمدان.
اللغة: (فارق) فارق بين الشيئين من باب نصر أي فصل (قاليا) القلى البغض تقول قلاه يقليه قلى =