مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبتدأ والخبر]

صفحة 169 - الجزء 1

  طيباً: المسك أي: هذا المسك، وهذا في القرينة الحالية، ومثال المقالية من سئل «كيف أنت؟» فقال: صحيح أي: أنا صحيح، «ومتى سفرك؟» فقال: غداً أي: سفري غدٌ، و «كم دراهمك؟» فقال: عشرون أي: دراهمي عشرون، ومثال حذفه وجوباً كما يأتي⁣(⁣١) في قطع الصفات⁣(⁣٢) نحو: «الحمد لله الحميدُ» أي: هو الحميد و «نعوذ بالله من إبليس عدو المؤمنين» أي: هو عدو المؤمنين ونحو قولهم: «سمع⁣(⁣٣) وطاعة» أي: أمري سمع وطاعة وكقول الشاعر:

  ٤٩ - فقالت: حنانٌ ما أتى بك ها هنا ... أذو نسبٍ أم أنت بالحي عارف(⁣٤)


(١) مراده كما يأتي في كثير من الكلام لا أنَّ المقصود أنه سيأتي في موضع معروف.

(٢) قال السيد شريف: ووجه حذف المبتدأ أن المرفوع بالمدح أو الذم مثلاً وصف لما قبله خولف فيه الإعراب للافتنان، والغرض من هذ الافتنان إظهار الاهتمام المذكور من جهة أن فيه زيادة إيقاظ للسامع، وتحريك رغبته في الاستماع، وذلك الاهتمام إنما يكون لمدح أو ذم ونحوهما مما يقتضيه المقام، ولما بينه وبين ما قبله من شدة الاتصال التزموا حذف المبتدأ ليكون في صورة متعلق من متعلقات ما قبله، ذكره في (حاشية الكشاف). وفي (الرصاص): فإن قلت إن حذف المبتدأ في هذه المواضع واجب وقد قلتم: إن ما حذف وجوباً فلا بد فيه من قرينة، وعوض من المحذوف؟ قلنا: نعم يجب ذلك إلا أن يكون المحذوف أورد سماعاً فإنه يكون واجباً وإن لم يكن قرينة وعوض نحو (سقياً ورعياً) في المصادر و (أهلاً وسهلاً) في المفعول به فإن ذلك يجب فيه حذف الفعل سماعاً ولا يعرف فيه قرينة ولا عوض. (منه). يفهم من كلام (الرصاص) أن حذف المبتدأ في نحو (الحمد لله الحميد) سماعٌ وقد صرح الشيخ (لطف الله) بأنه قياس.

(٣) الأصل فيه النصب لأنه مصدرٌ جيء به بدلاً من الفعل، والتزم حذف ناصبه لئلا يجمع بين البدل والمبدل منه، ثم رفع ليفيد الثبوت فحمل الرافع على الناصب في التزام الحذف. (ابن عقيل).

(٤) البيت لمنذر بن درهم الكلبي وهو من الطويل.

اللغة: حنان: عطف ورحمة وشفقة. نسب: قرابة.

المعنى: أن صاحبته خافت عليه صولة قومها حين رأته فلقنته الجواب الذي يّذْكره إن سأله أحد عن سبب مقدمه وهو النسب أو المعرفة بالحي.

الإعراب: (فقالت): الفاء بحسب ما قبلها قال فعل ماض والتاء تاء التأنيث والفاعل ضمير مستتر =