أي: أمري حنان، وقول الآخر:

  ٥٠ - سأشكر عمراً إنْ تَراختْ مَنَيَّتي ... أباديَ لم تَمْنُنْ وإن هي جَلَّتِ

  فتىً غيرُ محجوب الغنى عن صديقهِ ... ولا مظهِرُ الشكوى إذا النعل زَلَّتِ⁣^(⁣١)

= جوازاً تقديره هي (حنانٌ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره: أمري حنان، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب مقول القول (ما) اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ (أتى) أتى فعل ماض وفاعله ضمير مستتر جوازاً (بك) جار ومجرور متعلق بالفعل أتى (هاهنا) (ها) حرف تنبيه (هنا) ظرف مكان مبني على السكون في محل نصب، والعامل فيه أتى، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر ما (أذو نسب) الهمزة للاستفهام (ذو) خبر مبتدأ محذوف يدل عليه السياق تقديره أأنت ذو نسب، مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وذو مضاف (ونسب) مضاف إليه (أم) عاطفة (أنت) ضمير منفصل مبتدأ (بالحي) جار ومجرور متعلق بعارف الآتي (عارف) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

الشاهد فيه: رفع (حنان) وهو مصدر نائب عن فعله، على أنه خبر لمبتدأ محذوف وجوباً والتقدير: أمري حنان، وقد حملت حالة الرفع على حالة النصب، وأصل المصدر حنان أن يقع منصوباً بفعل محذوف وجوباً لكونها من المصادر التي جيء بها بدلاً من اللفظ بأفعالها ولكنهم قصدوا الدلالة على الثبوت والدوام، فرفعوا هذه المصادر أحياناً كونها أخباراً لمبتدآت محذوفات وجوباً بشرط قصد الدلالة على الثبوت والدوام وإن لم يقصد جاز نحو: صبر جميل وحج مبرور حيث يحذف المبتدأ جوازاً ويكون نائباً عن المصدر الواقع بدلاً من الفعل.

(١) التخريج: البيتان من بحر الطويل وقد اختلف في نسبتهما فقيل: إنهما لعبدالله بن الزبير الأسدي في ديوانه ونسبهما في الحماسة البصرية والأغاني لعبدالله بن الزبير الأسدي، وهما في ديوان إبراهيم بن العباس الصولي كما جاء في شرح المرشدي على عقود الجمان وينسبان لأبي الأسود الدؤلي كما في دلائل الإعجاز والإشارات والتنبيهات وبلا نسبة في الإيضاح وتلخيص المفتاح للقزويني.

الإعراب: (سأشكر) السين حرف تسويف واستقبال مبني على الفتح لا محل له ممن الإعراب (وأشكر) فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنا، عمراً مفعول به منصوب (إن) حرف شرط جازم (تراخت) فعل ماض مبني في محل جزم، والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل له من الإعراب، (منيتي) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها =