[المبتدأ والخبر]
  بعدها إلا المبتدأ والخبر غالباً(١) (و) قد يحذف الخبر (وجوباً فيما) وجدت فيه القرينة و (التزم في موضعه) أي: موضع الخبر المحذوف (غيره) أي: وجد عوض عنه يقوم مقامه (نحو: لولا زيد لكان كذا) ولولا علي لهلك عمر؛ وذلك لأن لولا تدل على المتعلقات العامة، وهي الحصول، والوجود، والثبوت والكون والاستمرار، وجوابها يقوم(٢) مقام الخبر أي: لولا علي موجود لهلك عمر، وهذا فيما كان الخبر فيه عاماً بحيث تدل عليه لولا فلو كان غير عام بحيث لا تدل عليه لولا لم يجب(٣) الحذف كقوله ÷ لعائشة (لولا قومك حديثوا عهد بالكفر لأسست البيت على قواعد إبراهيم) # فجاء بالخبر وهو حديثوا إذ «لولا» لا تدل عليه وكذلك قول الشاعر:
  ٥١ - أذاب الرعب منه كل عضب ... فلولا الغمد(٤) يمسكه لسالا(٥)
(١) إذ قد تليها الجملة الفعلية نحو «خرجت فإذا قد قام زيد» حكاه الأخفش عن بعض العرب. هندي، ومعنى عبارة (الخبيصي) فإن كان خاصاً لا دليل عليه فواجب الإتيان به لقوله ÷ «لولا قومك ..» إلخ الحديث وإن كان خاصاً مدلولاً عليه جاز الأمران كقوله فلولا الغمد ... الخ اهـ. وفي نخ (أ، ج) احترازاً عما رواه الأخفش ... إلخ.
(٢) ولا يجوز أن يكون جوابها خبر المبتدأ؛ لكونه جملة خالية عن الضمير في الأغلب نحو «لولا علي لهلك عمر».
(٣) يجب حذف المبتدأ في ثلاثة مواضع، في قطع الصفات نحو قولك: «يابن زيد الكريم العاقلُ» برفع العاقل على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره هو العاقل، الثاني قولهم: «لا سواء» تقديره ولا هما سواء، فهما مبتدأ واجب حذفه وسواء خبره، الثالث في نعم وبئس إذا قلت: «نعم الرجل زيد» فنعم فعل مدح والرجل فاعله وزيد خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو زيد وهذا أحد القولين، والقول الثاني أن زيداً مبتدأ ونعم الرجل خبر مقدم. والله أعلم.
(٤) المختار أن هذا البيت مما يجوز فيه الأمران لدلالة الغمد والسيلان على الإمساك بخلاف قوله ÷: «لولا قومك ..» إلخ فلا دليل عليه فوجب الإتيان بالخبر.
(٥) البيت من الوافر ذكره في مغني اللبيب وشرح الأشموني وشرح الكافية الشافية وشرح ابن عقيل بلفظ: «يذيب الرعب» وهو لأبي العلاء المعري أحمد بن عبدالله بن سليمان، نادرة الزمان، =