مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

حكم تعلم النحو

صفحة 19 - الجزء 1

  ١ - يعتبر علم النحو عند علماء الدين عماد العلوم القرآنية فلم تدون قواعده وتؤصل شواهده إلا خدمة لكتاب الله ضبطاً وإعراباً وتفسيراً وبياناً، بل حصروا الغرض من تعليمه في ذلك إضافة إلى معرفة ربوبية الله وكيفية عبادته وطاعته وحجج أنبيائه وبيناته.

  ٢ - يعتبر أصل العلوم العربية وفأس العلوم الشرعية، وخير شاهد يدلل على أهميته البالغة وأنه الآلة للتوصل إلى معرفة العلوم أننا نشاهد عياناً وندرك سماعاً أن من أتقن علم النحو سهل عليه طلب جميع العلوم، ومن صعب عليه تعلمه تعثر في طلبه للعلم وصادف عقبة كؤوداً يعاني منها طوال تعليمه.

  ٣ - مما يؤكد ذلك أن فهم النصوص الشرعية ومعرفة الفقه وأدلته وأصوله واستنباط الأحكام الشرعية منوط في كثير من الأحيان بفهم المسائل اللغوية ودلالات الألفاظ ومعرفة حقائقها.

  ٤ - ومن ذلك ما يقال من أن ثمرة النحو البلاغة فمن لا نحو عنده فلا بلاغة له وهذا ملموس حقيقة.

حكم تعلم النحو

  من خلال ما ورد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تعرضت لذكر اللغة العربية وبيان أهميتها تنبثق رؤية العلماء في بيان حكم تعلم العربية عموماً والنحو خصوصاً والآيات في ذلك كثيرة، وقد ذكرنا بعضها سالفاً، وبالنسبة لما ورد من الآثار فقد روي عن النبي ÷ ولعله موقوف قوله: «أحب العربية لثلاث لأني عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي» وقوله ÷: «تعلموا العربية وعلموها الناس فإنها لسان الله يخاطب بها عباده يوم القيامة»، وجاء في بعض الآثار: (تعلموا العربية فإنها كلام الله ø وكلام ملائكته وكلام أهل الجنة).