مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 197 - الجزء 1

  ومعناه أُلَبِّيْك تلبية⁣(⁣١) بعد تلبية، وأسعدك إسعاداً بعد إسعاد، وأتحنن عليك تحننا بعد تحنن وأداولك مداولة بعد مداولة، وأهذُّ في طاعتك هذّاً بعد هذٍ أي: أسرع، ومنه [قول الشاعر]:

  ٦٢ - أبا منذرٍ أفنيتَ فاسْتَبْقِ بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بَعْضِ(⁣٢)


(١) من أَلَبَّ على كذا إذا أقام بالمكان فكأن المعنى أدوم دواماً بعد دوام على طاعتك. (هطيل). فإن أصله لَبّاً لَبّاً وسَعداً سعداً ثم ثني فقيل: لبيك وسعديك، وحذفت نون التثنية للإضافة إلى الكاف، وفي ذلك ونحوه جهة سماعية وجهة قياسية، فجهة السماع أن تثنية المصدر سماع لا يقاس عليها، فلا يقال: ضربيك وقتليك، ومعناه للتكثير، بل يوقف على ما سمع من العرب، والقياسية وهي كل مصدر سمع مثنى فإنه يجب حذف فعله قياساً. «رصاص». إذا أريد التكرير وأما إذا لم يرد فجائز وذلك حيث لم يرد التثنية.

وفي (الجامي): أصله ألب لك إلبابين أي: أقيم بخدمتك وامتثال أمرك ولا أبرح عن مكاني إقامة كثيرة متتالية فحذف الفعل وأقيم المصدر مقامه ورد إلى الثلاثي بحذف زوائده ثم حذف حرف الجر من المفعول وأضيف المصدر إليه، ويجوز أن يكون من لبّ بالمكان بمعنى ألب فلا يكون محذوف الزوائد.

(٢) هذا البيت من بحر الطويل وينسب لطرفة بن العبد وطَرَفة بفتحات كما في ضبطه في الأعلام للزركلي وشارح ديوانه حيث قال طرفة بالتحريك اهـ.

اللغة: «التحنن» الرحمة والخير فمعنى قول القائل: حنانيك تحننا بعد تحنن، أي: كلما كنت في رحمة وخير فلا تقطعنَّ ذلك وليكن موصولاً بآخر من رحمتك. (شرح المفصل لابن يعيش).

الإعراب: (أبا) منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وأبا مضاف ومنذر مضاف إليه (أفنيت) أفنى فعل ماض مبني على السكون وتاء المخاطب فاعله (فاستبق) الفاء استئنافية واستبق: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت (بعضنا) بعض مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وبعض مضاف و «نا» المتكلم ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه (حنانيك) مصدر منصوب بالياء وحنان مضاف والكاف مضاف إليه (بعض) مبتدأ مرفوع بالابتداء وبعض مضاف و (الشر) مضاف إليه (أهونُ) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (من) حرف جر (بعض) اسم مجرور بمن والجار والمجرور متعلق بأهون، وجملة أبا منذر ابتدائية لا محل لها من الإعراب وجملة أفنيت استئنافيةً لا =