مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 198 - الجزء 1

  وقول الآخر:

  ٦٣ - إذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبُرْد مثله ... دواليك حتى كلنا غير لابس(⁣١)

  فلا فعل لهذه المصادر من جنسها، وأما أُلَبِّيْكَ فمأخوذ من لفظ لبيك⁣(⁣٢)


= محل لها.

الشاهد فيه: قوله: (حنانيك) حيث نصب «حنانيك» على المصدر النائب عن الفعل وثُنِّي مبالغة وتكثيراً؛ لأن التثنية أول مراتب التكثير ولم يقصد التثنية خاصة.

(١) هذا البيت من الطويل وينسب للشاعر عبد بني الحساس، واسمه سُحيم.

اللغة: (البُرد) بضم فسكون الكساء المخطط المزخرف، (دواليك) مأخوذ من مداولة الشيء أي: المناوبة.

المعنى: يقول: إذا شق واحد منا برد صاحبه ومزقه؛ شق الآخر برده كذلك بالتناوب حتى نرى وكلنا ليس عليه بُرْد لأن العرب كانوا يزعمون أن المتحابين إذا شق كل واحد منهما ثوب صاحبه دامت مودتهما، ولم تفسد.

الإعراب: (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان تضمن معنى الشرط متعلق بجوابه، (شق) فعل ماض مبني للمجهول وهو فعل الشرط لا محل له من الإعراب (بردٌ) نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة والجملة من الفعل والفاعل في محل جر بإضافة إذا إليها (شق) فعل ماض مبني للمجهول جواب الشرط وهو العامل في إذا النصب لا محل له من الإعراب (بالبرد) جار ومجرور متعلق بشق (مثله) مثل نائب الفاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ومثل مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة (دواليك) مصدر في موضع الحال منصوب بالياء لأنه مثنى، والتقدير نفعله مداولين والكاف للخطاب ويجوز أن تكون جملة دواليك استئنافية على رأي (حتى) ابتدائية (كلنا) كل مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وكل مضاف، ونا: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة، (غيرُ) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وغير مضاف و (لابس) مضاف إليه.

الشاهد فيه: حيث نصب «دواليك» على المصدر الموضوع موضع الحال، بتقدير نفعله مداولين أو على تأويله بمشتق أي: متداولين، وثني لأن المداولة من اثنين والكاف للخطاب لا يتعرف ما قبلها بها، فلذا يصح وقوعه حالاً، وسيبويه يجيز وقوعه حالاً والجمهور ذهبوا إلى أنه مفعول مطلق لفعل من معناه دال على التكرار ولم يجيزوا في اللفظ غير هذا الوجه من الإعراب.

(٢) وفي الخبيصي: وأما لَبَّى يُلَبِّي فمأخوذ من لفظ لَبَّيْك. وهو الأولى لأن ألبيْك ليس من جنس =