مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

نبذة توضح اهتمام أهل البيت $ بعلم اللغة العربية وتحقيقهم لها ونشأتهم عليها

صفحة 21 - الجزء 1

  العربية والقصة مشهوره وقد علم الناس كافة أنه الذي أنشأه وأملاه على أبي الأسود الدؤلي جوامعه وأصوله ومن جملتها: (الكلام كله ثلاثة أشياء: اسم وفعل وحرف)، ومن جملتها: تقسيم الكلمة إلى معرفة ونكرة، وتقسيم وجوه الإعراب إلى الرفع والنصب والجر والجزم .... إلخ، ثم أمر أبا الأسود أن ينحو لهم النحو، ذكر ذلك في شرح كتاب الحدود في النحو وشرح الأشموني وغيرهما، وجعلا ذلك هو سبب تسميته علم النحو بهذا الاسم، وهذه منحة اختص بها الوصي المرتضى #، وكما قال بعضهم: هذا يكاد يلحق بالمعجزات لأن القوة البشرية لا تفي بهذا الحصر ولا تنهض بهذا الاستنباط.

  وهكذا توالت الجهود وانكب العلماء على ذلك حفاظاً على لغتنا العربية وخدمة للقرآن الكريم، ولسنا بصدد ذكر المراحل التي مر بها علم النحو وسرد مشائخه ومؤلفيه ونكتفي بما قاله بعض الحكماء عند ذكر النحو ومن ابتدأه وألفه حيث قال: إن علم النحو زرعه الإمام علي #، وسقاه أبو الأسود الدؤلي، وحصده سيبويه، وداسه الأخفش، وطحنه المبرد، وعجنه ابن الحاجب، وخبزه ابن مالك، وفتَّه الرضي، وكشف غطاءه ابن هشام؛ فهو الآن فتشان لا غطاء عليه. اهـ

  وللعلم أن أهل البيت $ قد منحهم الله لساناً فصيحاً، وحباهم ذلك سليقة؛ لفطرتهم على الفصاحة، فكان نطقهم بالإعراب سجية من غير تطبع، وهذه مكرمة أكرمهم الله بها.

نبذة توضح اهتمام أهل البيت $ بعلم اللغة العربية وتحقيقهم لها ونشأتهم عليها

  يقول الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في هذا الشأن في سياق مدح أئمة الآل $ تحدثا بنعمة الله ما لفظه: «وأما علوم اللغة فمنها ارتضعوا، وفيها دبوا ودرجوا، ومن زلالها كرعوا، يتلقونها أباً عن أب، لم تدنسها ألسنة