[المفعول به]
  نحو: «زيداً ضربت» وقوله: (وقد يحذف(١) الفعل) الناصب للمفعول به (لقيام قرينة) تدل عليه حالية أو مقالية حذفاً (جوازاً كقولك: «زيداً» لمن قال: «من أضرب؟») أي: اضرب زيداً ونحو ذلك ومثال القرينة الحالية أن ترى شخصاً متهيئاً للحج فتقول: مكة أي: تريد مكة، ومنه قوله:
  ٦٤ - لن تراها(٢) ولو تَأَمّلت إلا ... ولها في مفارق الرأس طيباً(٣)
  أي: وأنت(٤) ترى لها طيباً في مفارق الرأس (و) يحذف الفعل الناصب
(١) قال نجم الدين: واعلم أن المفعول به يحذف كثيراً إلا في أفعال القلوب كما يجيء في بابها إن شاء الله تعالى، وكذا المتعجب منه فإنه لا يحذف إلا مع قيام القرينة على تعيينه نحو «ما أحسنك» و «أجمل» إذ لا فائدة في التعجب من دون المتعجب منه ولا يحذف المجاب به نحو «ضربت في جواب: من ضربت؟» (إذ هو مقصود الكلام وكذا إذا كان مستثنى نحو «ما ضربت إلا زيداً».
(٢) وذلك لأنه لما أثبت بعد النفي ونصب بعد الإثبات علم أن المراد إثبات الفعل المنفي وهو ترى. هطيل.
(٣) هذا البيت لعبدالله بن قيس الرقيات، وهو من بحر الخفيف.
اللغة: «المفارق» جمع مفرق وهو مكان افتراق شعر الرأس.
الإعراب: (لن) حرف نفي ونصب واستقبال. (تراها) ترى: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به (ولو) الواو اعتراضية و «لو» شرطية غير جازمة (تأملت) تأمل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل (إلا) أداة استثناء (ولها) الواو حالية ولها جار ومجرور متعلق بترى المحذوف (في) حرف جر (مفارق) اسم مجرور والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من قوله: طيباً ومفارق مضاف و (الرأس) مضاف إليه وجملة إلا ولها في مفارق الرأس مع الفعل المحذوف في محل نصب حال، وينبغي أن نجعل الفعل المضمر خبر مبتدأ محذوف؛ لئلا تكون واو الحال داخلة على المضارع المثبت؛ إذ لا يكون إلا بالضمير وحده فتكون الجملة الاسمية من المبتدأ والخبر في محل نصب حال.
الشاهد فيه: حيث نصب طيباً بفعل محذوف دل عليه ما قبله، وهذا على اعتبار الفعل ترى فعلاً قلبياً.
(٤) في بعض النسخ بدون أنت. قال في حاشية على الأصل: الصوابُ أنت ترى لها طيباً في مفارق الرأس، وإنما قدر «أنت» لئلا تدخل واو الحال على المضارع المثبت، إذ لا يكون إلا بالضمير وحده.