مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنادى]

صفحة 203 - الجزء 1

[المنادى]

  (الثاني) من الذي يجب حذف فعله: (المنادى) وهو الأول مما يحذف فعله قياساً (و) حقيقته (هو المطلوب إقباله) يدخل في هذا أنا طالب إقبالك ويخرج بقوله: (بحرف نائب⁣(⁣١) مناب أدعو⁣(⁣٢)) [ونعني بالنائب حروف النداء وهي «يا وهيا وأي: والهمزة» على ما يجيء، وقد خرج من الحد المندوب؛ لأنه غير مطلوب الإقبال عند المصنف، وليس بمنادى بل متفجع عليه وكذا خرج المتوجع منه نحو: «الويل والثبور»]⁣(⁣٣) (لفظاً) ذلك الحرف نحو: «يا زيد» أي: أدعو زيداً (أو تقديراً) نحو قوله تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}⁣[يوسف: ٢٩]، أي: يا يوسف وقوله تعالى: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ}⁣[يوسف: ٤٦]، فالتقدير أدعو يوسف.

  (و) اعلم أن المنادى يبنى ويعرب وقد بينهما الشيخ بقوله: (يبنى على ما يرفع⁣(⁣٤) به) من ضمة أو ألف أو واو (إن كان مفرداً) يحترز من المضاف والمشبه به وسيأتي (معرفة) يحترز من النكرة غير المقصودة فالمبني (مثل يا زيد) مثال


(١) يحذف الفعل هنا؛ لأنَّ حرف النداء قائم مقام الفعل فلم يجمع بين النائب والمنوب عنه هذا إذا كان الحرف ملفوظاً به ولم يجز أيضاً ذكر الفعل عند حذف حرف النداء لئلا يلتبس بالأخبار. ركن الدين - ولدلالته عليه وإفادته فائدته. (نجم الدين).

(٢) الأولى أن يقدر بلفظ الماضي أي: دعوت أو ناديت؛ لأن الأغلب في الأفعال الإنشائية مجيئها بلفظ الماضي.

(٣) ما بين المعقوفين زيادة في نخ (ج، د).

(٤) هذا أولى من قولهم: يبنى على الضم؛ لأنه لو قال: ما بني على الضم لخرج عنه المثنى نحو «يا زيدان» والمجموع نحو «يا زيدون». وقدَّم بيان البناء والخفض والفتح على النصب لقلتهما بالنسبة إلى النصب ولطلب الاختصار بالتقديم في بيان النصب بقوله: وينصب ما سواهما. (جامي). هامش (ب، ج).