مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنادى]

صفحة 204 - الجزء 1

  المتعرف بالعلمية في الأصل⁣(⁣١) (ويا رجل) مثال المتعرف بحرف النداء؛ إذ أصله رجل قصدته بالخطاب⁣(⁣٢) (ويا زيدان⁣(⁣٣)) مثال المثنى وهو الذي يرفع بالألف (ويا زيدون) مثال المجموع الذي يرفع بالواو، ويا رجال مثال الجمع المكَسَّرِ المعترف بحرف النداء لكنه يقال: لِمَ بني هذا؟ ولم خُصَّ بالضم؟ ولِمَ بني على الحركة ولِمَ لَمْ يُبْنَ على السكون كما هو الأصل في المبنيات؟ قلنا: وجه بنائه أنه وَقَعَ موقع المضمر إذ «يا» بمثابة أدعو، وزيد بمثابة الكاف، كأنك قلت: أدعوك، وخص⁣(⁣٤) بالضم لأنه لو بني على الفتح لالتبست حركة البناء بحركة الإعراب في الممتنع نحو «يا أحمد⁣(⁣٥)»، وحمل حيث يفرق بينهما التنوين عليه، ولو بني على الكسر لالتبس في بعض الأحوال بالمضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة، وبقيت الكسرة لتدل عليها نحو: «يا إسحاق» وبني على الحركة لتدل على أن بناءه عارض لا أصلي.


(١) وأما الآن فقد جرد عن ذلك وعرف بحرف النداء إذ لا يجتمع تعريفان.

(٢) فيكون التعريف لمجموع الأمرين وهو حرف النداء وقصده بالخطاب.

(٣) فإن قيل: إن العَلَمَ إذا ثني أو جمع لزم فيه اللام فكيف يصح «يا زيدان»، ويا زيدون بلا لام، قيل: إنما صح ذلك لقيام حرف النداء مقامه وكونها في حكمها في إفادة التعريف ولو استعمل مع اللام هنا يلزم اجتماع آلتي التعريف وهو محذور. غاية.

(٤) الأجود أنه خص بالضم؛ لأنه في الأصل معرب فلما شابه الضمير بني فخص بأشرف الحركات وهي الضمة؛ لأنها أشرف حركات الإعراب فتأمل.

(٥) الأولى في التمثيل بنحو أحمر؛ لأنه لو بني على الفتح وقيل: يا أحمر لم يعلم هل هو نكرة مقصودة مبني على الفتح أو غير مقصودة، وهو ممتنع، فتلتبس حركة البناء بحركة الإعراب، بخلاف أحمد فإنه لا يلتبس إلا في حالة حذف حرف النداء هل هو منادى أو منصوب بفعل. (إملاء).

- ولقائل أن يقول: التباس حركة البناء بحركة الإعراب حاصل أيضاً مع الضم، كما إذا قلت: يا أحمد وذهل السامع عن حذف النداء التبس عليه هل الحركة التي على أحمد حركة بناء وأنك قلت يا أحمد أم حركة إعراب وأنك قلت: جاءني أحمد، فالأجود ما ذكر أولاً في الحاشية.