مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 205 - الجزء 1

  (و) يعرب المنادى حين أن (يخفض بلام الاستغاثة⁣(⁣١)) لأنه لام جر، ولا يجوز إلغاؤه⁣(⁣٢) ولكنه مفتوح في المستغاث به؛ لأنه وقع موقع المضمر واللام مع المضمر مفتوحة نحو: «لَك، ولَه» فكذلك فيما وقع موقع المضمر وذلك (نحو: يا لَزيد) لِعمرو وتكون مع المستغاث له مكسورة نحو: «يا لَلَّه لِلمسلمين» فرقاً بين المستغاث به والمستغاث له، وكذلك تكون في المستغاث به بعد واو العطف مكسورة أيضاً حيث لم تكرر «يا» نحو: «يا لَزيد ولِعمرو⁣(⁣٣) ولبكر» فإن تكررت يا كانت مفتوحة نحو قول الشاعر:

  ٦٥ - يا لَعطَّافِنا ويا لَرَيَاح ... وأبي الحشرج الفتى النفَّاح(⁣٤)


(١) وهذه هي لام التخصيص دخلت علامة للاستغاثة، وإنما خصت من بين الحروف لمناسبة معناها لمعناه؛ إذ المستغاث مخصوص من بين أمثاله بالدعاء، فاللام مُعَدٍّ لأدعو المقدر عند سيبويه أو لحرف النداء القائم مقامه عند المبرد إلى المفعول وجاز ذلك مع أن أدعو متعدٍ بنفسه لضعفه بالإضمار أو لضعف النائب منابه. (نجم الدين). واعلم أنه لا يستعمل من حروف النداء والاستغاثة والتعجب إلا (يا) وحدها؛ لكونها أشهر في النداء فكانت أولى بأن يتوسع فيها باستعمالها في المنادى والمستغاث به والمتعجب منه. تمت بغية الطالب.

(*) كقول الشاعر: يا ما أميلح ... الخ.

(٢) فإن قلت: إنما يمنع الجار في المعربات والمنادى هاهنا مبني والعامل لم يظهر في البناء، قلت: حرف النداء مقتض للبناء، واللام مقتض لأن يعمل فيه، وكان أقرب من حرف النداء فأعمل فيه لأجل القرب.

(٣) بكسر اللام إذا لم يُعَدْ معه حرف النداء، فإن أعيد فتح كما في البيت، وإنما كسرت في المعطوف مع أنه منادى آخر؛ لأن المعطوف يجب أن يكون مغايراً للمعطوف عليه معنى فكُسِر اللام لتدل المغايرة اللفظية على المغايرة المعنوية، وقيل: لضعف الواو النائبة عن العامل. سيد شريف.

(٤) هذان البيتان من بحر الخفيف وهما بلا نسبة كما في الكتاب لسيبويه وفي شرح الأشموني، وفي شرح الرضي.

اللغة: «عطافنا - رياح - أبي الحشرج» أسماء رجال من قومه يرثيهم «النفاح» كثير العطاء، ويروى «الوضاح» من الوضح وهو البياض كأنه أبيض الوجه لكرمه. «المساعي»: مآثر أهل الشرف =