مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنادى]

صفحة 212 - الجزء 1

  التأكيد(⁣١)) نحو: «يا تميم أجمعون» (والصفة) نحو: «يا زيد العاقل» (وعطف البيان) نحو: «يا غلامُ بشرٌ⁣(⁣٢)» يعني: أن اسم الغلام بشر (والمعطوف بحرف) نحو: «يا زيد والحسن» ومن شرط المعطوف [بحرف] أن يكون من النوع (الممتنع⁣(⁣٣) دخول يا) أو سائر حروف النداء (عليه) أي: على المعطوف وذلك حيث هو معرف بحرف التعريف نحو: «يا زيد والحارث» إذ لا يجوز دخول حرف النداء على الألف واللام لئلا يجمع بين تعريفين⁣(⁣٤) فلا يقال: «يا الحارث» فأما إذا كان المعطوف غير معرف باللام فإنه يجوز دخول حرف النداء كما سيأتي فله حكم غير هذا فهذه التوابع المذكورة (ترفع على لفظه⁣(⁣٥)) أي: على لفظ المتبوع وهو المنادى؛ لأن حركته أشبهت حركة الإعراب لعروضها فجعلت حركة التابع، وإن كان معرباً مماثلاً لحركة المتبوع في الصورة (وتنصب) هذه التوابع المذكورة (على محله) أي: على محل المتبوع؛ لأنه مفعول في الأصل وقياس توابع المبنيات أن تتبع على المحل⁣(⁣٦) كما يأتي وذلك (مثل يا زيد العاقلُ) بالرفع


(١) المعنوي لأن التأكيد اللفظي حكمه في الأغلب حكم الأول إعراباً وبناء وقد يجوز إعرابه رفعاً ونصباً قال الشاعر:

إني وأسطار سُطِرْن سطراً ... لَقَائِلٌ يَا نصرُ نصْرُ نُصرَاً

وكأن المختار عند المصنف ذلك. (ح (ج).

(٢) وتنوين بشرٌ دليل على أنه عطف بيان لا بدل.

(٣) وإنما قال: الممتنع دخول (يا) عليه ولم يقل: المعرف باللام لئلا يرد «يا محمد» والله فإنه لا ينصب. (سعيدي). ح (ب، د).

(٤) صوابه بين آلتي تعريف.

(٥) لأنه لما كانت الضمة التي هي حركة البناء تحدث بحدوث حرف النداء وتزول بزواله صارت كالرفع وحرف النداء كالعامل وكذا فتحة (لا رجلَ). (نجم الدين). (ح (ب، ج).

(٦) وهو القياس لأن التوبع الخمسة إنما وضعت تابعة للمعرب في إعرابه لا المبني في بنائه ألا ترى أنك لا تقول: «جاءني هؤلاء الكرام» بجر الصفة على اللفظ بل يجب الرفع فيها على المحل. (نجم الدين).