مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 216 - الجزء 1

  كانت إضافة التوابع المذكورة معنوية، وهي ما أفادت تعريفاً أو تخصيصاً فإنها (تنصب) مثل: «يا تميم كلكم⁣(⁣١) وكلهم» في التأكيد، و «يا زيد ذا الجُمَّة⁣(⁣٢)» ويا بكر صاحب المال في الصفة و «يا زيد أبا عبدالله»، و «يا عمر أبا حفص في عطف البيان ويا زيد وعبدالله» و «يا عمرو وغلام زيد» في المعطوف بحرف⁣(⁣٣)، وذلك لأن المتبوع إذا كان منادى مضافاً نصب، وكذا التابع؛ لأن حرف النداء كأنه مباشر له لعدم المانع.

  (و البدل) مطلقاً⁣(⁣٤) (والمعطوف غير ما ذكر) وهو الذي لا يمتنع دخول «يا» عليه نحو: «يا زيد وعمرو» فهذا كله (حكمه حكم المستقل⁣(⁣٥)) بنفسه (مطلقا⁣(⁣٦)) في إفراد وإضافة في تابع أو متبوع مثال البدل «يا زيد أخانا - يا


(١) بالغيبة في كلهم؛ لأن الاسم الظاهر موضوع على الغيبة وإنما جاز كلكم؛ لأن الياء دليل الخطاب.

(٢) بضم الجيم وتشديد الميم مجتمع شعر الرأس، وبالفتح الشيء الكثير.

(٣) ولا يجيء المعطوف بحرف الممتنع دخول (يا) عليه مضافاً لأن اللام يمتنع دخولها على المضاف بالإضافة الحقيقية. (جامي).

(٤) أراد السيد ¦ سواء كان البدل مع مانع كأن يكون مع اللام نحو: يا تميم الرجال والنساء أو لا نحو: يا أخانا زيد بخلاف المعطوف بالحرف فإن فيه التفصيل كما عرفت. والله أعلم وأحكم.

(*) سواء كان بدل الكل أو بدل البعض أو بدل الاشتمال أو بدل الغلط، والظاهر أن لا يجيء في بدل الإشتمال.

(٥) وذلك لأن البدل هو المقصود بالذكر والأول كالتوطئة لذكره والمعطوف المخصوص منادى مستقل في الحقيقة ولا مانع من دخول حرف النداء عليه فيكون حرف النداء مقدراً فيه. (جامي).

(٦) قوله: مطلقاً أي: سواء كانا باللام أم لا، وقال الهندي: أي: سواء كانا مفردين أم مضافين أو مضارعين للمضاف أو نكرتين أو مختلفين نحو «يا زيد طالعاً جبلاً، ويا زيدُ رجلاً صالحاً».