مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 218 - الجزء 1

  المنادى حيث كان مفرداً والإعراب حيث كان مضافاً أو في حكمه⁣(⁣١) (و) لما فرغ من تبيين نداء غير المعرف باللام أخذ في بيان نداء المعرف به فقال: (إذا نودي) الاسم (المعرف⁣(⁣٢) باللام قيل: يا أيها الرجل، ويا هذا الرجل، ويا أيُّهذا الرجل) يعني: أنه لا يجوز دخول حرف النداء على لام التعريف، فإذا أرادوا نداء ما فيه اللام وضعوا وصلة إلى نداء ذلك وهي «أي» وجعلوا هاء التنبيه⁣(⁣٣) عوضاً عما تضاف إليه أي في المثال الأول، واسم الإشارة في الثاني، وأيُّ موصوفة باسم الإشارة في الثالث على أن المنادى في اللفظ هو الوصلة والمعرف باللام صفة له، وفي التحقيق أنه المنادى المقصود كما يأتي، ولا يقال: يجب نصب أي: كالمنادى المضاف إذ هاء التنبيه واسم الإشارة قائمان مقام ما تضاف إليه أي: وهي لا تستعمل إلا مضافة؛ لأنا نقول: ليس القائم مقام المضاف إليه كهو سلمنا⁣(⁣٤) فالأرجح عندي كلام أبي الحسن الأخفش أن أي: موصولة مبنية على الضم لحذف صدر صلتها⁣(⁣٥)، وذو اللام خبر مبتدأ محذوف وهو صدر الصلة كما جاء⁣(⁣٦) في {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا ٦٩}⁣[مريم]،


(١) نحو «يا ثلاثة وثلاثين وابن أخينا».

(٢) سواء كان المعرف جنساً كالمثال أو موصولاً نحو (يا أيها الذين آمنوا)، وأما إذا كان علماً كالفرزدق، والصعق، والثريا، فلا يدخل حرف النداء عليه بل تقول: «يا من هو الفرزدق»، ولا يجوز أن يتوصل إليه بما ذكر من أي: وهاء التنبيه إلا إذا كان اسم جنس يعلم ذلك؛ والعلة في ذلك أن المعرف باللام صفة لأي: والأعلام لا تقع صفة. ذكره ابن حيان. (ح (ب، ج).

(٣) لأنك إذا أتيت بأي: لزمت هاء التنبيه ولا يلزم مع الإشارة؛ لأن أي: لازمة للإضافة والهاء عوض عن المضاف إليه، وإنما تأتي بهاء دون غيرها؛ لأن التنبيه مناسب النداء لأن ما بعدها هو المقصود، وإنما خصت دون أخواتها لأنها أقل حروفاً. (نجم ثاقب).

(٤) تسليم جدل.

(٥) تقديره: «يا الذي هو الرجل».

(٦) أي: البناء على الضم وحذف صدر الصلة.