مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 252 - الجزء 1

  نحو: «زيداً اضربه» وفي حكمه الدعاء نحو: «اللهم زيداً فاغفر⁣(⁣١) له ذنبه» وكقول الشاعر:

  ٩٢ - أميران كانا آخَيَاني كلاهما ... فَكُلّاً جزاه الله عَنِّي بما فَعَلْ(⁣٢)


(١) تقديره اللَّهُمَّ فارحم زيداً فاغفر له ذنبه.

(٢) البيت لأبي الأسود الدؤلي، وهو من بحر الطويل، ويروى بلفظ: «كانا صاحبيَّ كلاهما» بدلاً من: «آخياني» كما في شرح المفصل.

اللغة: أميران: يقصد ابن عباس وابن عامر اللذين ولي كل واحد منهما البصرة على التوالي.

المعنى: يشير إلى والي البصرة من قبل الإمام علي # وهو ابن عباس الذي كان يصله ويقضي حوائجه، ثم ابن عامر الذي قطعه وجفاه ومنعه حوائجه، ويدعو الله أن يثيب كلاً بما قدمت يداه.

الإعراب: (أميران) خبر لمبتدأ محذوف مرفوع بالألف لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد (كانا) كان فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر، ألف الاثنين ضمير متصل مبني في محل رفع اسم كان، (آخياني) آخى: فعل ماض، وضمير التثنية فاعل والنون للوقاية وياء المتكلم مفعول به والجملة الفعلية في محل نصب خبر كان، والجملة من كان واسمها وخبرها صفة لأميران، أو يكون أميران مبتدأ لأن فيه معنى الوصف، وجملة كان واسمها وخبرها في محل رفع خبر له (كلاهما) كلا توكيد لأميران أو لضميرهما مرفوع بالألف، وكلا مضاف وهما مضاف إليه (فكلا) الفاء استئنافية، وكلاً مفعول به لفعل محذوف تقديره جزى الله كلاً (جزاه) جزى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به و (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة (عني) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لمصدر محذوف تقديره جزاه الله جزاء عني (بما) الباء حرف جر وما: حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والمصدر المؤول من «ما» والفعل في محل جر بحرف الجر، والتقدير: «بفعله»، أو «ما» اسم موصول مبني في محل جر والجار والمجرور متعلق بجزى (فعل) فعل ماض وفاعله ضمير مستتر يعود على ما الموصولة، وجملة فعل باعتبار أن ما موصولية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد محذوف تقديره بما فعله.

الشاهد فيه: (فكلاً) حيث نصب كلاً بإضمار فعل يفسره ما بعده.