[المنصوبات]
  نصبت عمراً كان التقدير و «أكرمت عمراً»، فتعطف جملة فعلية وهي أكرمت عمراً على جملة فعلية وهي قام، لأنه مع فاعله المستكن فيه جملة، وقوة هذا من حيث قرْب المعطوف من المعطوف عليه، وضعفه من الحذف والتقدير فاستوى الأمران حينئذٍ.
  (و) القسم الرابع قوله: (يجب النصب بعد حرف(١) الشرط وحرف التحضيض) هلَّا ولولا وألَّا ولوما (مثل: «إن زيداً ضَرَبْتَهُ ضَرَبَك)، ولو زيداً أكرمته أكرمك»؛ لأن حرف الشرط لا يدخل إلا على فعل وإن لم يذكر كان مقدراً من جنس المفسر(٢) له فينصب الاسم المذكور بعد الحرف ومنه قول الشاعر:
  ٩٣ - لا تجزعي إن منفساً أهلكته ... فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي(٣)
(١) إن ولو دون أما؛ لأن الرفع معها مختار من غير الطلب، والنصب مختار معها مع الطلب. (جامي).
(٢) وقد يقع الفعل بعد حرف الشرط غير مفسر نحو «إن سيفاً فسيف» ونحو «اطلبوا العلم ولو بالصين» أي: إن كان ولو كان.
(٣) هذا البيت من بحر الكامل وهو للنمر بن تولب. يجيب امرأته وقد لامته على التبذير.
اللغة: «لا تجزعي» يريد لا تحزني، والجزع هو ضعف المرء عن تحمل ما ينزل به من البلاء «منفس» هو المال الكثير وهو الشيء النفيس الذي يضن أهله به «أهلكته» أذهبته وأفنيته «هلكت»: مِتُّ.
الإعراب: (لا) ناهية (تجزعي) فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون وياء المخاطبة فاعل مبني على السكون في محل رفع (إن) حرف شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه (منفساً) مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده والتقدير إن أهلكت منفساً وهذا الفعل المحذوف هو فعل الشرط (أهلكته) أهلك فعل ماض وتاء المتكلم فاعل والهاء ضمير الغائب العائد على نفس مفعول به والجملة من الفعل والفاعل والمفعول لا محل لها من الإعراب لأنها مفسرة، وجواب الشرط محذوف لدلالة الكلام السابق عليه دل عليه ما قبله (فإذا) الفاء عاطفة وإذا ظرف متضمن معنى الشرط (هلكت) فعل وفاعل والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها (فعند) الفاء زائدة وعند ظرف متعلق باجزعي، وعند مضاف و (ذا) =