مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 262 - الجزء 1

  فإنه شاذ عند سيبويه⁣(⁣١)، ومنه الإغراء وهو في اللغة الإنصاف ومنه قوله تعالى: {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ}⁣[المائدة: ١٤]، وفي الاصطلاح: تنبيه المخاطب على أمر محبوب ليلزمه ويكون في اسم الفعل مصوغاً له خاصة نحو: عليك زيداً أي: الْزَمْهُ، ودونك بكراً أي: الْزَمْهُ في مكان أدنى من مكانك أي: أقرب، وإنما انتصب بالمقدر لأنه مفعول به حقيقة أي: مغرى به ومنه قوله:

  ٩٥ - أخاك أخاك إنَّ من لا أخا له ... كَسَاعٍ إلى الهيجاء بغير سلاح(⁣٢)


= ومجرور متعلق بدعاء الآتي (دعاءٌ) خبر إن مرفوع (وللشر) الواو عاطفة وللشر جار ومجرور متعلق بجالب الآتي (جالب) معطوف على دعاء مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.

الشاهد فيه: قوله: (المراء) حيث نصبه بعد إياك مع حذف حرف العطف ضرورة وقال المازني: لما كرر إياك مرتين كان أحدهما عوضاً من الواو.

(*) قال نجم الدين: إما لضرورة الشعر، وإما لأن إياك من باب الأسد الأسد والمراء منصوب باحذر على قول (سيبويه). منه.

(١) قال نجم الدين: قد ترك المصنف باباً آخر مما يجب حذف فعله قياساً وهو باب الإغراء، وضابطه: كل مغرى مكرر أو معطوف عليه بالواو مع معطوفه فالمكرر نحو قوله:

أخاك أخاك إِنَّ مَن لا أخاً له ... كساع إلى الهيجاء بغير سلاح

والذي مع المعطوف نحو «شأنك والحج» ونفسك وما يعنيها، والعامل فيهما إلزم ونحوه، والطريق الطريق إذا أردت إغراءه بسلوك الطريق المستقيم، والتقدير: اسلك، ويعرف التحذير من الإغراء بالقرائن. (ح ب).

(٢) البيت من بحر الطويل وهو لمسكين الدارمي في ديوانه.

الإعراب: (أخاك) اسم منصوب على الإغراء بفعل محذوف وجوباً والتقدير الزم أخاك، وهو مضاف وضمير المخاطب الكاف مضاف إليه (أخاك): توكيد لفظي للأول (إنَّ) حرف مشبه بالفعل (من) اسم موصول بمعنى الذي في محل نصب اسم إن (لا) نافية للجنس (أخا) اسم لا مبني على فتح مقدر على الألف في محل نصب (له) جار ومجرور خبرها. وقيل: الأحسن أن يكون خبر لا محذوفاً و (أخا) مضاف إلى ضمير «له» واللام زائدة أي: إن أخاه موجود، والجملة، ومعمولها صلة الموصول (كساع) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر إن (بغير) جار ومجرور متعلق بساع وهو مضاف (وسلاح) مضاف إليه.

الشاهد فيه: انتصاب أخاك على الإغراء بعاملٍ مضمَرٍ وجوباً لتكرر لفظ أخاك وأخاك الثانية توكيد للأول.