مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المفعول فيه]

صفحة 264 - الجزء 1

  الزمان مبهمه ومعينه⁣(⁣١) فهو كالمصدر⁣(⁣٢) فتقول: «سِرْتُ دهراً وحيناً، وأسبوعاً، ويوماً»، ونحو ذلك (وظرف المكان إن كان مبهماً) كالجهات الست ونحوها، كما يأتي (قَبِل) أي: النصب بتقدير في، (وإلَّا) يكن مبهماً بل كان محدوداً كالدار والمسجد، والسوق، ونحوها (فلا)⁣(⁣٣) يقبل النصب بتقدير في، بل لا بد من ظهورها، وذلك أنَّ الفعل إنما يحتاج إلى مكان غير معين يفعل فيه (و) قَدْ (فسر المبهم) من المكان (بالجهات الست) وهي فوق وتحت وأمام وخلف ويمنة ويسرة؛ لأن خلف زيد يتناول ما يسامته إلى منقطع الأرض، وكذلك سائرها، فتقول: «سرت⁣(⁣٤) خلفك وأمامك» ونحو ذلك (وحمل عليه) أي: على المبهم وهي الجهات الست كما مر (عند⁣(⁣٥) ولدى وشبههما) كحول ولَدُن ونحو ذلك (لإبهامهما) وما أشبههما؛ لأنك إذا قلت: «جلست عندك» يتناول جميع الأمكنة التي حول المخاطب، قال ركن الدين: والمبهم من هذا كثير فالأولى أن يقال في حد المبهم⁣(⁣٦): هو [كل] ما كان له اسم باعتبار أمر غير داخل في مسماه، فإن خَلْف في قولك: خلف زيد له اسم، وهو خلف باعتبار أمر وهو زيد غير داخل [زيد] في مسمى الخلف. والمحدود وهو ما كان له اسم باعتبار أمر داخل في


(١) أما افتقاره إلى الزمان المعين ففيه نظر؛ لأن الفعل لا يدل على يوم الجمعة بخصوصه حتى ينصبه.

(٢) يعني أن ظرف الزمان كالمصدر، فكما ينصب الفعل المصدر معرفة ونكرة ينصب الزمان مبهماً أو معيناً؛ لأنه يدل عليه بصيغته وضرورته.

(٣) في (أ): لم يقبل، وكذلك (ب، ج، د)، والخبيصي، والنجم الثاقب. وما أثبتناه من الكافية المحققة، والرضي.

(٤) في (أ): مررت. وما أثبتناه من (ب، ج) لوضوحه.

(٥) هي ظرف مكان، ولا يدخلها الرفع بحال ولا الجر إلا بمن فقط دون سائر حروف الجر قال تعالى: {مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ}⁣[النساء: ٨٢].

(٦) من المكان.