[المنصوبات]
  مسماه فإن الدار له اسم وهو ما ذكرنا باعتبار أمر وهو الجدر ونحوها داخل ذلك الأمر في مسمى الدار كما ذلك معروف؛ إذ لا يقال: دار إلا لما له جدر وحيطان.
  (و) يلحق [بالمبهم] (لفظ مكان) إما (لكثرته) إذ(١) يكثر استعمال هذا في لغتهم، وإما لإبهامه إذ قولك: «جلست مكان زيد» لا يتناول مكاناً معيناً غالباً(٢) (وما بعد دخلت) وسكنت ونزلت من الظروف المحدودة لكثرة استعمال ذلك مع هذه الثلاثة الأفعال فأجري مجرى المبهم تخفيفاً (نحو: «دخلت الدار)، وسكنت البلد، ونزلت المسجد» دون سائر الأفعال كسرت وخرجت واضطجعت ونمت في الدار، فلا بد من ذكر «في» إذا جعلت الدار ظرفاً لهذه الأفعال (في الأصح(٣)) من القولين وهو قول سيبويه واختيار المصنف؛ لأن هذه الأفعال لازمة لا تتعدى(٤) إلى مفعول به بدليل أنه إذا وقع بعد «دخلت» غير المكان لزم ظهور «في» في نحو: «دخلت(٥) في الأمر»، وفي ولاية فلان، مع أنه قد ورد دخول «في» في الأمكنة أيضاً نحو قوله تعالى: {وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}[إبراهيم: ٤٥].
  (و) يأتي في المفعول فيه ما أتى في المفعول به من أنه (ينصب بعامل مضمر) محذوف جوازاً لقيام قرينة حالية أو مقالية نحو: «يومَ الجمعة» [جواباً] للقائل متى سرت؟ فتقدم سؤال السائل قرينة مقالية، أي: «سرت يوم الجمعة»، ومثال
(١) في (أ): أي. وما أثبتناه من (ب، ج) لكونه أنسب.
(٢) يحترز من أن يكون له مكان معين كمكان القاضي.
(٣) وعن (الجرمي) أن ما بعد دخلت مفعول به نظراً إلى أنه متعد، والباقون على أنه لازم ولذلك قال على الأصح قد يكون من هذا الباب.
(٤) قوله: لا تتعدى إلى مفعول به وهذا محل تأمل فإن الفعل لا يطلب المفعول فيه إلا بعد تمام معناه ولا شك أن الدخول لا يتم بدون الدار. (جامي). وبعد تمام معناه بها يطلب المفعول فيه كما إذا قلت: (دخلت الدار في البلد الفلاني) فالظاهر أنه مفعول به لا مفعول فيه. (منه).
(٥) ولو كان مفعولاً به كما قال الجرمي لتعدى إليه بنفسه ولم يحتج إلى ظهور في.