مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 269 - الجزء 1

  كما ذكر في المثالين المذكورين، فلو لم يتقارنا لم يجز حذف اللام نحو: «جئتك اليوم لقولي لك أمس»، ومنه قول الشاعر:

  ٩٧ - فجئت وقد نَضَّتْ لِنَومٍ ثيابَها ... لدى السِّتْر إلا لبسة المتفضل(⁣١)

  فلم يتقارنا تنضية الثياب والنوم فدخلت اللام كما ترى.


= المذكوران أشبه المصدر الذي من لفظ الفعل نحو «ضربته ضرباً» فإن ضرباً فعل لفاعل ضربته ومقارناً له في الوجود فكما يتعدى الفعل إلى المصدر بنفسه من دون لام فكذا المفعول له. وقال الشيخ في شرحه: اشتراط ذلك لأنه يشعر بالتعليل فاستغنى عن اللام. «رصاص».

(١) البيت لامرئ القيس بن حجر الكندي، وهو من بحر الطويل.

اللغة: «نضت» بالضاد المعجمة مشددة أو مخففة - أي: خلعت «لدى» أي: عند «لبسة المتفضل» الذي يبقى في ثوب واحد.

المعنى: يقول: إنه جاء عندها في الوقت الذي خلعت فيه ثيابها وتهيأت لأن تنام.

الإعراب: (فجئت) الهاء حسب ما قبلها وجئت فعل وفاعل (وقد) الواو واو الحال وقد حرف تحقيق (نضت) نض فعل ماض والتاء تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي، (لنوم) جار ومرور متعلق بنض (ثيابها) ثياب مفعول به لنض، وثياب مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه وجملة «نضت لنوم ثيابها» في محل نصب حال (لدى) ظرف مكان متعلق بنض منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وهو مضاف و (الستر) مضاف إليه (إلا) أداة استثناء (لبسة) منصوب على الاستثناء ولبسة مضاف و (المتفضل) مضاف إليه.

الشاهد فيه: قوله: «لنوم» حيث جرَّه بلام التعليل ولم ينصبه على أنه مفعول لأجله؛ لأن النوم وإن كان علة لخلع الثياب فإن الخلع قبل وقته فلما اختلفا وقتاً جر باللام، وإن اتحد فاعلاهما.