مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المفعول معه]

صفحة 270 - الجزء 1

[المفعول معه]

  (المفعول معه⁣(⁣١) هو) الاسم (المذكور بعد الواو) يحترز من المذكور بعد مع فإنه مجرور بها نحو: «جئت مع زيد»، وقوله: (لمصاحبة⁣(⁣٢) معمول فعل) يحترز مما ذكر بعد الواو لا لمصاحبة معمول فعل نحو: «كل رجل وضيعته» فقوله: وضيعته بعد واو المعية لكنه مصاحب للمبتدأ، وهو كل رجل، فلم يكن مفعولاً معه، فإذا جمع القيود المذكورة فلا فرق بين أن يكون الفعل (لفظاً) [كجئت ونحوه] (أو معنى) [فِعْلٍ] كالجار والمجرور يعني: بَعدَ ما الاستفامية (فإِنْ كان الفعل لفظياً) وفاعله ضمير مرفوع متصل أُكِّدَ بمنفصل (وجاز العطف) لأجل التأكيد المذكور (فالوجهان⁣(⁣٣)) جائزان، وهما عطف الاسم الذي بعد الواو على الضمير المذكور المؤكد ويجوز النصب على المفعول معه، وذلك لقوة الفعل،


(١) إنما أخر المفعول معه عن المفعول له؛ لأنه لا يجوز فيه ترك الواسطة أصلاً لفظاً مع أنه مقصور على السامع عند بعضهم. (غاية).

(٢) ونعني بالمصاحبة كونه مشاركاً لذلك المعمول في ذلك الفعل في وقت واحد فزيد في «سرت وزيداً» مشارك للمتكلم في السير في وقت واحد، وفي قولك: «سرت أنا وزيد» بالعطف مشارك له في السير، لكن لا يلزم كون السير في وقت واحد أو مكان واحد نحو «لو تُرِكَت الناقة وفصيلها لرضعها». (جامي).

ومعمول الفعل قد يكون فاعلاً مثل «جئت وزيداً»، وقد يكون مفعولاً نحو «حسبك وزيداً درهم»، وبعض النحاة ذكر أن المفعول معه لا يصاحب إلا فاعلاً نظراً إلى أن عمراً في قولك: «ضربت زيداً وعمراً»، معطوف اتفاقاً لا مفعول معه. (نجم الدين). وينتقض ما قاله بقولك: «حسبك وزيداً درهم»، فإن الكاف مفعول في المعنى؛ إذ المعنى يكفيك. (رضي).

(٣) قال (ابن هطيل): لا يخلو إما أن يصح العطف أولا، إن صح العطف جاز الوجهان على سواء نحو «خرجت أنا وزيد، وزيداً»، ولكل واحد منهما معنى، قال أبو البقاء: الفرق بين واو مع وواو العطف يظهر في نحو قولك: «قم أنت وزيداً»، إن رفعت زيداً كنت آمراً لهما بالقيام؛ لأن ذلك حكم العطف، وإن نصبت كنت آمراً للمخاطب أن يتابع زيداً في القيام، وليس آمراً لزيدٍ، فلو لم يقم زيد لم يلزم المخاطب القيام. (هطيل).