[المفعول معه]
  فيعمل على كل حال ومنه قول الشاعر:
  ٩٨ - فكونوا أنتُمُ وبني أبيكم ... مكان الكليتين من الطَّحال(١)
  (مثل «جئت أنا وزيد») بالعطف على ضمير الفاعل (وزيداً) بالنصب على المفعول معه إن كان الفعل لفظياً (وَإِلَّا(٢)) يَجُزْ العطف وذلك حيث لم يؤكد الضمير المتصل بمنفصل أو نحوه [والفعل لفظي] (تعينَّ النصب(٣)) لعدم
(١) هذا البيت من الطويل وهو لشعبة بن قمير في كتاب النوادر لأبي زيد، وهو للأقرع بن معاذ في سمط اللآلي وورد بلا نسبة في أوضح المسالك وشرح المفصل، والكتاب لسيبويه، وغيرها من كتب النحو [انظر تخريجه في شرح الأشموني].
المعنى: الشاعر يحضهم على الائتلاف والتقارب في المذهب وضرب لهم مثلاً بقرب الكليتين من الطحال واتصال بعضهما ببعض.
الإعراب: (فكونوا) الفاء بحسب ما قبلها وكونوا فعل أمر ناقص مبني على حذف النون، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم كان (أنتم) ضمير منفصل مؤكد للضمير المتصل في محل رفع (وبني) الواو واو المعية بني مفعول معه منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف و (أبيكم) مضاف إليه بالياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء الستة وأبي مضاف، وكاف المخاطب وضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه والميم علامة الجمع (مكان) ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر كونوا و (هو) مضاف و (الكليتين) مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد (من الطحال) جار ومجرور متعلق بمكان لأن فيه رائحة الفعل.
الشاهد فيه: قوله: (وبني) حيث نصب «بني» بالفعل الذي قبله على أنه مفعول معه وحكمه هنا الجواز مع الرجحان لأنه يجوز أن يرفع عطفاً على الضمير الواقع اسماً في (كونوا) لتأكيده بالضمير المنفصل لكنه ضعيف من جهة المعنى؛ لأنه يقتضي أن يكون أبناء الأب مأمورين وهو غير المراد إذ المقصود بالأمر المخاطبين وحدهم بأن يكونوا مع بني أبيهم متحابين كالكليتين من الطحال ولهذا كان النصب جائزاً مع رجحانه. وانظر شرح التصريح.
(٢) عبارة المتن في (ب): «وإن لم» خلافاً لبقية النسخ، ووفاقاً لما في شرح الرضي.
(٣) وليس بشيء؛ لأن النص على المصاحبة هو الداعي إلى النصب، فالأولى أن يقال: إن قصد النص على المصاحبة وجب النصب وإلا فلا. (نجم الدين).