مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 272 - الجزء 1

  جواز عطف كلمة مستقلة على ما هو كالجزء من الكلمة، وهو الضمير المرفوع المتصل (مثل: «جئت وزيداً») وهذا مذهب البصريين وسيأتي بيانه في العطف إن شاء الله تعالى (وإن كان) الفعل⁣(⁣١) (معنى وجاز العطف) وذلك حيث يكون المجرور المعطوف عليه اسماً ظاهراً (تعين العطف⁣(⁣٢) مثل: «ما لزيد وعمرو»)؛ لأن عامله قوي وهو حرف العطف؛ لأنه بمثابة تكرير العامل، والعامل المعنوي وهو الجار ضعيف لا يقوى على نصب مفعول معه إلا أن لا يوجد أقوى منه رجع إليه على سبيل الإلجاء (وإلَّا) يَجُزْ العطف (تَعيَّن النصب مثل: «ما لك وزيداً»)، وقوله:

  ٩٩ - فَما لك والتَّلَدُّدَ حول نَجْدٍ ... وقَدْ غَصَّتْ تَهامةُ بالرجال(⁣٣)


(١) «الفعل» بدلها في نسختين: العامل.

(٢) وإنما تعين عمرو في المثال المذكور للعطف؛ لأن أصل الواو التي قبل المفعول معه هو العطف وإنما يُعْدَل ما بعده عن العطف إلى النصب نصباً على المعنى المراد من المصاحبة؛ لأن العطف في «جاءني زيد وعمرو» يحتمل تصاحب الرجلين في المجيء ويحتمل مجيء أحدهما قبل الآخر والنصب نص في المصاحبة وفي قولك: «ضربت زيداً وعمراً» لا يمكن التنصيص بالنصب على المصاحبة لكون النصب في العطف الذي هو الأصل أظهر. (نجم الدين).

(*) في (أ، ج، د): ورد التمثيل مؤخراً بعد إيراد التعليل، وما أثبت فهو كما في (ب).

(٣) البيت لمسكين الدارمي وهو من بحر الوافر.

اللغة: «التلدُّد» التلفت يميناً وشمالاً «غصت» امتلأت، وأصل الغصص الاختناق بالطعام.

المعنى: ما لك تتلفت حيرة إلى نجد مع جدبها، وتترك تهامة وقد غصت بمن فيها لخصبها وطيبها.

الإعراب: (فما) الفاء حسب ما قبلها، وما: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره ما تصنع وقد يعرب في محل رفع مبتدأ (لك) جار ومجرور إما متعلق بتصنع المقدر أو في محل رفع خبر لما على جعلها مبتدأ. (والتلدد) الواو واو المعية، التلدد: مفعول معه منصوب بالفتحة الظاهرة (حول) ظرف مكان متعلق بالتلدد وحول مضاف و (نجد) مضاف إليه (وقد) الواو واو الحال وقد حرف تحقيق (غصت) غص فعل ماض، والتاء علامة التأنيث (تهامة) فاعل غص مرفوع بالضمة الظاهرة (بالرجال) جار ومجرور متعلق بغص، والجملة من =