مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحال]

صفحة 275 - الجزء 1

  زيداً باكياً ضاحكاً»، أو «ضاحكاً باكياً» والأرجح أن يكون الحال الأول من الصاحب الآخر الذي يليه، والحال الثاني من الصاحب الأول [كما مثلنا]، لئلا يفرق بين الحالين وصاحبيهما جميعاً، ومن ذلك نحو: «لقيته مصعداً منحدراً» أي: ضربت زيداً وهو باك وأنا ضاحك، ولقيته في حال كونه مصعداً وفي حال كوني منحدراً، ويجوز أن يكون الحال الأول من الصاحب الأول والثاني من الثاني، وإنْ⁣(⁣١) اتفقت هيئتهما كان حالهما مجتمعاً كقول عنترة:

  ١٠٠ - متى ما تَلْقَنِي فَردين تَرْجُفْ ... روانف إليتيكَ وتُستطارا(⁣٢)


= بينهما فإنه أخصر نحو «لقيت زيداً راكبين»، ولا منع من التفريق نحو «لقيت راكباً زيداً راكباً، ولقيت زيداً راكباً راكباً»، وإن كانا مختلفين فإن كان هناك قرينة يعرف بها صاحب كل واحد منهما جاز وقوعهما كيف كانا، نحو: «لقيت هنداً مصعداً منحدرة»، وإن لم يكن فالأولى جعل حال كل حال بجنب صاحبه نحو «لقيت منحدراً زيداً مصعداً»، ويجوز على ضعف جعل حال المفعول بجنبه، وتأخير حال الفاعل، إذ لا أقل من كون أحد الحالين بجنب صاحبه لما لم يكن كل واحد منهما بجنب صاحبه. (نجم الدين).

(١) في (ب، ج): «وأما إذا» ولعل ما في الأصل أنسب؛ لأن العبارة تفريع على قوله، فإن اختلفت كما في بداية التقسيم، والله أعلم.

(*) في نخ (ج): كان الحال منهما مجتمعاً.

(٢) البيت من بحر الوافر، وهو لعنترة في ديوانه ويروى «روادف» بدل «روانف».

اللغة: «ترجف» الرجفة الزلزلة، وقد رجفت الأرض من باب نصر، و (الرجفان) بفتحتين الاضطراب الشديد «روانف» جمع رانفة، والرانفة أسفل الإلية، وطرفها مما يلي الأرض من الإنسان إذا كان قائماً.

المعنى: يخاطب قرينه عمارة بن زيادة العبسي، ويصف نفسه بالشجاعة.

الإعراب: (متى) اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه وهو ظرف زمان والعامل فيه قوله ترجف (ما) زائدة (تلقني) تلق فعل مضارع مجزوم بمتى وهو فعل الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت والنون نون الوقاية والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به (فردين) حال من الفاعل والمفعول منصوب بالياء لأنه مثنى (ترجف) فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة =