مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 307 - الجزء 1

  أي: لم ير مثلها ناراً (و) أما في تمييز الجمل فقد قال الشيخ: (الأصح أن لا يتقدم) التمييز (على الفعل) في قولك: طاب زيد نفساً فلا يقال: نفساً طاب زيد؛ لأن التمييز فاعل⁣(⁣١) في المعنى إذ أصله طابت نفس زيد فعدل إلى جعله تمييزاً للمبالغة⁣(⁣٢) وقس على هذا (خلافاً للمازني والمبرد⁣(⁣٣)) فيجوز تقديمه على الفعل عندهما قياساً على سائر الفضلات ولوروده في قول الشاعر:

  ١٢٢ - ضَيَّعْتُ حَزْمي في إبعادي الأملا ... وما ارعويت ورأسي شيباً اشتعلا(⁣٤)

  وقول الآخر:


(١) والفاعل لا يتقدم على فعله.

(٢) وهو الإبهام ثم التفسير.

(٣) والكسائي.

(٤) هذا البيت من الشواهد التي لا يعلم قائلها، وهو من بحر البسيط.

اللغة: «الحزم» ضبط الرجل أمره، وأخذه بالثقة «ارعويت» رجعت إلى ما ينبغي لي والإرعواء الرجوع الحَسَن.

الإعراب: (ضيَّعت) فعل وفاعل (حزمي) حزم مفعول به لضيع وحزم مضاف وياء المتكلم مضاف إليه (في إبعادي) جار ومجرور متعلق بضيع وإبعاد مضاف، وياء المتكلم مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله و (الأملا) مفعول به للمصدر والألف للإطلاق (وما) الواو عاطفة وما نافية (ارعويت) فعل وفاعل (ورأسي) الواو: حالية ورأس مبتدأ ورأس مضاف، وياء المتكلم مضاف إليه (شيباً) تمييز متقدم على عامله وهو قوله اشتعلا الآتي (اشتعلا) اشتعل فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو، والألف للإطلاق، والجملة من اشتعل وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ وجملة «ورأسي شيباً اشتعلا» في محل نصب حال.

الشاهد فيه: قوله: (شيباً) حيث تقدم - وهو تمييز - على عامله المتصرف وهو قوله: اشتعل، وقد احتج به من أجاز ذلك كالمبرد، والكسائي والمازني، وابن مالك في غير الألفية، ولكنه في الألفية قد نص على ندرة ذلك. (هامش ابن عقيل بشرح محمد محيي الدين عبدالحميد، بتصرف يسير).