مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 308 - الجزء 1

  ١٢٣ - أنفساً تطيبُ بنيل المنى ... وداعي المنون ينادي جهارا(⁣١)

  وقول الآخر:

  ١٢٤ - أَتَهْجُرُ ليلى بالفراق حبيبها ... وما كان نفساً بالفراق تَطِيْبُ(⁣٢)


(١) البيت من المتقارب وأقصى نسبة له أنه لشاعر من طيء لم يسمه النحاة.

اللغة: «تطيب» تطمئن «نيل المنى» إدراك المأمول «ونيل مصدر نال الشيء يناله نيلاً ومنالاً إذا حصل عليه «المنى» بضم الميم جمع مُنْية بضم فسكون: اسم لما يتمناه الإنسان ويرغب إليه. «المنون» الموت قال الفراء: المنون: مؤنث وتكون واحدة وجمعاً. (توضيح المقاصد).

المعنى: كيف تستلذ نفس الظفر بما تتمناه والموت يطلبها أكيداً؟

الإعراب: (أنفساً) الهمزة للإستفهام التوبيخي ونفساً تمييز تقدم على عامله وهو قوله تطيب الآتي منصوب بالفتحة الظاهرة (تطيب) فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت (بنيل) جار ومجرور متعلق بتطيب ونيل مضاف و (المنى) مضاف إليه (وداعي) الواو حالية داعي مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل وداعي مضاف و (المنون) مضاف إليه (ينادي) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً يعود إلى داعي المنون، وجملة ينادي وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ «داعي» وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب حال (جهارا) مفعول مطلق لعامله ينادي والأصل فيه أنه صفة لمصدر محذوف، والتقدير: ينادي نداء جهاراً فلما حذف المصدر حَلَّ محله، وأعرب إعرابه، وهذا شائع وكثير في اللغة.

الشاهد فيه: قوله: (أنفساً تطيب) حيث قدم التمييز «نفساً» على عامله تطيب مع أنه فعل متصرف، وهذا قليل بل نادر عند سيبويه، والجمهور، وقياسي عند الكسائي، والمبرد والمازني.

(٢) هذا البيت من الطويل وينسب للمخبل السعدي، وقيل: هو لأعشى همدان، وقيل: هو لقيس بن الملوح العامري.

المعنى: ما ينبغي لليلى أن تهجر محبها وتتباعد عنه، وعهدي بها والشأن أن نفسها لا تطيب بالفراق ولا ترضى عنه.

الإعراب: (أتهجر) الهمزة للاستفهام الإنكاري وتهجر فعل مضارع (ليلى) فاعل تهجر (بالفراق) جار ومجرور متعلق بالفعل تهجر (حبيبها) حبيب مفعول به لتهجر وحبيب مضاف وهاء مضاف إليه =