[الاستثناء]
  المواضع وقوله: (بإلا وأخواتها(١)) حاشا وعدا وخلا، وستأتي (والمنقطع المذكور بعدها غير مخرج) من جملة المستثنى منه بحيث لو سكت عن المستثنى منه لم يدخل المستثنى في جملته نحو: «جاءني القوم إلا حماراً» بخلاف المتصل فيدخل، قال ابن السراج: ولا بد في الاستثناء المنقطع من أن يكون ما قبل إلا قد دل على المستثنى. قلت: وهذا يدق تعقله(٢) (وهو(٣)) على أربعة أقسام الأول (منصوب(٤)) بالفعل في نحو: «جاءني القوم إلا زيداً»، أو معنى الفعل المستنبط(٥) من معنى الجملة المستثنى منها نحو: «القوم إخوتك إلا زيداً» واختار ابن مالك أنه منصوب بإلا، وزعم أنه مذهب سيبويه، والمبرد، والجرجاني، وقال السيرافي: الناصب له ما قبله بتعدية إلا وقال الزجاج: ناصبه أستثني(٦) مقدراً، وهذا (إذا كان بعد إلا غير(٧) الصفة) يحترز من إلا التي هي صفة نحو: قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}[الأنبياء: ٢٢]، فلها حكم سيأتي، ولا بد أن يكون (في كلام موجب) كما تقدم في المتعدد لفظاً، أو في
(١) يخرج «جاءني القوم لا زيدٌ» و «ما جاءني القوم لكن زيد» و «جاءني القوم ولم يجيء زيد». (نجم الدين).
(٢) وهو أن يكون بين المستثنى والمستثنى منه علاقة كالحمار، بخلاف «جاءني القوم إلا الأسد» فلا يدل مجيء القوم على الأسد. وهو مراد السيد بقوله: يدق تعقله.
(٣) أي: المستثنى مطلقاً متصل ومنقطع.
(٤) وجوباً.
(٥) قوله: المستنبط من معنى الجملة ... الخ ومعنى الجملة مضمونها وهو أخوة القوم للمخاطب والفعل المستنبط منه آخَوْكَ ومعناه الناصب للمستثنى إخوتك الذي هو الخبر كما لا يخفى، والله أعلم.
(٦) وهذا في المتصل وأما المنقطع فالعامل فيه إلا؛ لأنها مُعَدٍّ بمنزلة لكن فإذا قلت جاء القوم إلا حماراً فتقديره لكن حماراً لم يجيء فحمار اسم لكن ولم يجيء خبرها. (رصاص).
(٧) واعلم أنه لا حاجة إلى قوله: غير الصفة؛ لأن الضمير في كان عائد إلى المستثنى والواقع بعد إلا الصفة ليس مستثنى. (سعيدي).