[المنصوبات]
  وقال المازني: وكذا يجب النصب حيث تقدم على صفة المستثنى منه وإن تأخر عنه نحو: «ما جاءني أحد إلا أباك خير من زيد»، وخالفه سيبويه والأكثر (أو) كان المستثنى (منقطعاً) فإنه ينصب قول (في الأكثر) كقوله تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ١٩ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى ٢٠}[الليل]، ونحو قولك: «جاءني القوم إلا حماراً»؛ إذ لا يكون البدل بعد «إلا» إلا بدل البعض والحمار ليس بعضاً من القوم، وعن بني تميم جواز البدل في هذا بدليل قول الشاعر:
  ١٢٦ - وبلدةٍ ليس بها أَنِيْسُ ... إلا اليعافيرُ وإلا العِيْسُ(١)
= (مشعب) مبتدأ مؤخر.
الشاهد فيه: قوله: «إلا آل أحمد»، وقوله: «إلا مشعب الحق» حيث نصب المستثنى بإلا في الموضعين وجوباً؛ لأنه متقدم على المستثنى منه، والكلام منفي، ولو لم ينصب على الاستثناء لأعرب بدلاً، والبدل تابع، والتابع لا يجوز تقدمه على المتبوع كما هو معلوم.
(١) ينسب هذا البيت لعامر بن الحارث المعروف بجران العود.
وهو من أرجوزة له من مشطور الزجر.
اللغة: «أنيس»: مؤنس «اليعافير» جمع يعفور، وهو ولد البقرة الوحشية «العيس» بكسر العين واحدها أعيس أو جمع عيساء، وهي الإبل البيض يخالطه بياضها شيء من الشقرة.
الإعراب: (وبلدة) الواو واو رب وبلدة اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً على أنه مبتدأ (ليس) فعل ماض ناقص (بها) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ليس المتقدم على اسمه (أنيس) اسم ليس مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة (إلا) أداة استثناء (اليعافير) بدل من أنيس مرفوع مثله (وإلا) الواو عاطفة وإلا حرف زائد يفيد التأكيد (العيس) اسم معطوف بالواو على اليعافير، والمعطوف على المرفوع مرفوع والجملة من ليس واسمها في محل رفع خبر المبتدأ وهو بلدة.
الشاهد فيه: قوله: (إلا اليعافير) حيث رفع «اليعافير» على الإبدال على لغة بني تميم مع أن ظاهره أنه استثناء منقطع تقدم فيه المستثنى منه فكان ينبغي انتصابه على المشهور من لغة العرب وهي لغة أهل الحجاز، وقد حملهم على ذلك أن المقصود هو المستثنى؛ فكأنه قال: ليس بها إلا اليعافير - وهذا رأي سيبويه - وأما المستثنى منه فكأنه غير مذكور، فصار كالاستثناء المفرغ، أو أنه توسع =