مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الكلمة]

صفحة 34 - الجزء 1

[الكلمة]

  قوله⁣(⁣١): (الكلمة⁣(⁣٢)) أي: المعهودة⁣(⁣٣) في اصطلاح النحاة التي يتركب منها الكلام المفيد، فاللام فيها للعهد⁣(⁣٤) الذهني⁣(⁣٥)، وقدمت على الكلام إذ هي مفرده⁣(⁣٦)، والمفرد الأصلُ.

  وحقيقتها⁣(⁣٧) في الاصطلاح ما ذكره الشيخ، فهي محدودة⁣(⁣٨) و «لفظ» جنس


(١) في (ب) قال الشيخ ابن الحاجب.

(٢) قوله: «الكلمة» إنما قدم الكلمة على الكلام مع أن المقصود الأهم من علم النحو معرفة الإعراب الحاصل في الكلام بسبب العقد والتركيب؛ لتوقف الكلام على الكلمة توقف المركب على جزءيه. (نجم الدين). وفي (الجامي): إنما قدم الكلمة على الكلام لكون أفرادها جزءاً من أفراده، ومفهومها جزءاً من مفهومه. (منه).

(٣) اعلم أن قوله: «المعهودة في اصطلاح النحاة» وقوله بَعْدُ: «فاللام فيها للعهد الذهني تناقض كما هو ظاهر والأَولى أنَّ اللام في أول الحدود لام الماهية، كما قال المحققون.

(٤) قيل: وفيه نظر؛ لأن العهد الذهني يوجب جهالة المحدود؛ لأنها تشير إلى الماهية من حيث هي موجودة في فرد غير معهود بين المتكلم والسامع حتى لقد قيل: إن المعرف بها نكرة في المعنى. (غاية تحقيق). المختار أن اللام فيها، وفي سائر المعارف للماهية؛ إذ التعريف بها للأفراد.

(٥) قال في حاشية نخ (ب) هذه مناقضة؛ إذ كونها للعهد الذهني ينافي قوله سابقاً: «أي: المعهودة في اصطلاح النحاة»، وسيأتي له في بحث المعارف زيادة تحقيق. وقال في حاشية على ذلك في الأصل الأولى الخارجي كما قال الجامي بإرادة الكلمة المذكورة في ألسنة النحاة لأنه لم يعهد سبقه العالم والمتعلم.

(٦) أي: جزؤه. (هامش ب).

(٧) والحقيقة تستعمل في ثلاثة معان: بمعنى الذات يقال: هذا حقيقة الشيء أي: ذاته، وبمعنى نقيض المجاز، مثل قولك: أسد. فإنه حقيقة في السبع المخصوص، ومجاز في الرجل الشجاع. والثالث: في اسم القرابة قال الشاعر:

لقد عَلِمَتْ عَلْيا معدٍّ بأنني ... أنا الذائد الحامي حقيقة جعفر

أي: قرابته.

(٨) حقيقة الحد: ما يمنع الشيء المحدود من الخروج عما حد به، ويمنع غيره من الدخول فيه.

والمراد بالجنس: ما يدخل غيره تحته، ولا يدخل تحت غيره، والفصل: المخرج لما دخل تحت الجنس.