[المنصوبات]
  الثاني، وهو أفصح الوجوه لما قدمنا، وعكسه وهو أضعفها إذ يصير تقديره «إن كان في عمله خير فيكون جزاؤه خيراً»، وحذف كان مع خبرها وتقدير الفعل بعد فاء الجزاء خلاف القياس، الوجه الثالث رفعهما معاً، وتقديره «إن كان في عمله خير فجزاؤه خير»، وفيه ضعف من جهة حذف كان مع خبرها، وقوة من حيث حذف(١) المبتدأ بعد فاء الجزاء، وعكسه نصبهما وتقديره: «إن كان عمله خيراً فيكون جزاؤه خيراً» ففيه ضعف من حيث تقدير الفعل بعد فاء الجزاء وقوة من حيث حذف كان مع اسمها(٢) فهذان [الوجهان] متوسطان كما ترى (ويجب(٣) الحذف في) ما وقع «كان» بعد أن المخففة المفتوحة معوضاً عنه ما (مثل: أما أنت(٤) منطلقاً انطلقت أي: لأن كنت) فحذف حرف الجر؛ لأنه يحذف كثيراً مع أن ثم الفعل، وهو كان اختصاراً ثم أتي «بما» عوضاً عن الفعل وأدغمت ميمها في نون أَنْ فصار «أما» وجعل الضمير منفصلاً لعدم ما يتصل به والتزم حذف كان لئلا يجمع بينه وبين عوضه وهو «ما(٥)» ومن ذلك قول الشاعر:
(١) في (ب، ج): تقدير.
(٢) وإنما كان حذف كان واسمها آكد؛ لأن إن الشرطية تدل على الفعل والفعل يدل على فاعله: «نجم ثاقب».
(٣) قوله: ويجب الحذف وذلك فيما بعد إما اسم مرفوع بعده اسم منصوب بعده فعل.
(٤) قال ابن الوزير في حواشيه على شرح ابن الحاجب في هذا الموضع ما معناه أن «أن» هذه كانت مكسورة؛ لأنها شرطية ثم لما تصرف هذا التصرف في الفعل من حذف الفعل وفصل الضمير وإدغام النون في الميم لقرب مخرجيهما فتحت النون للتخفيف، قال: واستدلوا بدخول الفاء في الجزاء كالبيت على كونها شرطية.
(٥) وهذا على تقدير فتح الهمزة، وأما على تقدير كسرها فالتقدير «إن كنت منطلقاً انطلقت»، فعُمِل به ما عُمِل في الأول من غير فرق إلا حذف اللام، إذ لا لام فيه، واقتصر المصنف على الأول؛ لأنه أشهر. (جامي).